هزّ فيلم "ثلاثة غرباء متطابقون Three Identical Strangers الساحة العالمية، ناقلاً قصة مذهلة عن ثلاثة توائم متطابقين تمّ فصلهم عن بعضهم عند الولادة
ثلاث غرباء متطابقون: البحث عن الهوية في عالم لا إنساني
ثلاث غرباء متطابقون |
مقدمة
في عام 2018، هزّ فيلم "ثلاثة غرباء متطابقون Three Identical Strangers الساحة العالمية، ناقلاً قصة مذهلة عن ثلاثة توائم متطابقين تمّ فصلهم
عن بعضهم عند الولادة، ليُعاشوا حياة مختلفة تمامًا دون علم بوجود بعضهم البعض.
يُسلّط الفيلم الضوء على تجاربهم الفريدة، ويطرح تساؤلات حول تأثير البيئة على
الشخصية، ودور العوامل الوراثية في تشكيلها.
الميلاد والانفصال
ولد روبرت شافران، وإيدي غالاند، وديفيد كيلمان
في مدينة نيويورك عام 1961. بعد فترة قصيرة من ولادتهم، تمّ فصلهم عن بعضهم ووضعهم
في ثلاثة بيوت مختلفة للتبني. نشأ روبرت في عائلة يهودية متشددة في لونغ آيلاند،
بينما عاش إيدي في عائلة يهودية غير متدينة في بروكلين، وترعرع ديفيد في عائلة
كاثوليكية في مدينة نيويورك.
رحلة البحث عن الذات
في عام 1980، التحق روبرت بجامعة نيويورك، حيث
التقى صدفة بإيدي غالاند. لم يصدق روبرت في البداية أنه ينظر إلى نفسه، لكن بعد
بعض التحقيقات، اكتشف روبرت وإيدي أنهما توأمان.
انتشرت قصة روبرت وإيدي في وسائل الإعلام، مما
أدى إلى ظهور ديفيد كيلمان، الذي كان يشبه روبرت وإيدي بشكلٍ مذهل. بعد إجراء
فحوصات الحمض النووي، تمّ تأكيد أن روبرت، وإيدي، وديفيد هم توائم متطابقون.
التأثيرات النفسية للانفصال
عانى الإخوة الثلاثة من مشاعر الوحدة والاكتئاب،
خاصةً بعد اكتشافهم لوجود بعضهم البعض. واجه روبرت صعوبة في التكيف مع فكرة أنه
عاش حياة مختلفة تمامًا عن أخويه، بينما شعر إيدي بالغضب من العائلة التي تبنته
لإخفاء حقيقة أنه توأم. أما ديفيد، فقد واجه صعوبة في تقبل حقيقة أنه نشأ في بيئة
مختلفة تمامًا عن أخويه.
التأثيرات البيئية على الشخصية
على الرغم من أن الإخوة الثلاثة متطابقون
وراثيًا، إلا أنهم عاشوا حياة مختلفة تمامًا، مما أدى إلى اختلافات كبيرة في
شخصياتهم واهتماماتهم. نشأ روبرت في بيئة متشددة، مما جعله شخصًا جادًا ومسؤولًا.
بينما نشأ إيدي في بيئة أكثر حرية، مما جعله شخصًا مرحًا ومُحبًا للمغامرات. أما
ديفيد، فقد نشأ في بيئة هادئة، مما جعله شخصًا خجولًا وهادئًا.
دور العوامل الوراثية في تشكيل الشخصية
على الرغم من اختلاف بيئاتهم، إلا أن الإخوة
الثلاثة أظهروا بعض التشابهات في شخصياتهم، مثل ذكائهم العالي وحبّهم للموسيقى.
كما أظهروا بعض السلوكيات المتشابهة، مثل طريقة مشيهم وحركاتهم.
اللقاء والتأثير على حياتهم
بعد لقائهم، سعى الإخوة الثلاثة لبناء علاقة قوية
مع بعضهم البعض. حاولوا تعويض سنوات الانفصال، وعاشوا تجارب جديدة معًا. ساعدهم
لقاؤهم على فهم أنفسهم بشكلٍ أفضل، واكتشاف جوانب جديدة من شخصياتهم.
الجدل الأخلاقي
أثار الفيلم جدلًا أخلاقيًا حول تجارب التوائم
المنفصلين. تساءل البعض عن أخلاقيات فصل التوائم عن بعضهم البعض، ودور العلماء في
دراسة تجاربهم. كما أثار الفيلم تساؤلات حول حقّ التوائم في معرفة وجود بعضهم
البعض.
التأثير على المجتمع
أثار الفيلم جدلًا واسعًا في المجتمع، وفتح
نقاشًا حول أهمية العلاقات الأسرية وتأثير البيئة على الشخصية. ساعد الفيلم على
نشر الوعي حول تجارب التوائم المنفصلين، ودعا إلى احترام الاختلاف واحترام خصوصية
الأفراد.
خاتمة
يُعدّ فيلم "ثلاثة
غرباء متطابقون" قصة مؤثرة تُسلّط الضوء على تجارب التوائم المنفصلين، وتطرح
تساؤلات حول تأثير البيئة والوراثة على الشخصية، ودور الأخلاقيات في مجال البحوث
العلمية. يُشجّع الفيلم على تقبل الآخر واحترام الاختلاف، ويُؤكّد على أهمية
العلاقات الأسرية في حياة الفرد.
الآثار المترتبة على الفيلم
·
ساعد الفيلم على نشر الوعي حول تجارب التوائم المنفصلين.
·
دعا الفيلم إلى احترام الاختلاف واحترام خصوصية الأفراد.
·
أثار الفيلم جدلًا أخلاقيًا حول تجارب التوائم المنفصلين.
·
فتح الفيلم نقاشًا حول أهمية العلاقات الأسرية وتأثير البيئة على الشخصية.
اقرأ أيضا
بينك فلويد: التاريخ والمعنى والتأثير
COMMENTS