تتَّضِح الصورة كاملة عند البُعد، وحين تشابكت الخيوط ببعضها.. تخلَّيت عن موقعي قليلا، وأخذت خطوات للخلف
سؤال الألم | نور شريف
من مُنطَلَق أن كثرة الألم والاعتياد
عليه تجعلك تشعر بالخَدَر؛ أُعيد قراءة كل ما كتبتُه لك وعنك..
تتداخل المعاني والمشاعر، بينما ترتجف
أناملي غضباً، ويتساءل قلبي أسفًا:
ما كل هذا الحب الذي كنت أكتب به لك..
وعنك؟!
كيف عانقتك كلماتي هكذا بين السطور.. بينما
أنت لم تُبالي؟!
أحاسيس كلما استدعيتُها وأعدتُّ
قراءتها تقتلع قلبي من بين شرايينه وأوردته..
شعور لا أعرف كيف لم يمسك؟!
كيف استطاع قلبك أن يترك هذا الشعور
يرقد هكذا بين السطور بإهمال دون رد أو إيماءة رضا؟!
يحتلني الغضب كل مرة.. كيف أحببتك؟!
ولِمَ أهملتني بكل هذه القسوة؟!
تتَّضِح الصورة كاملة عند البُعد،
وحين تشابكت الخيوط ببعضها.. تخلَّيت عن موقعي قليلا، وأخذت خطوات للخلف؛ فدومًا
كان القُرْب مَقبرة لكل أخطاء الآخرين عندي، ولا يسمح لي بمعرفتهم، بينما الغياب
فعل، وفي لحظة إقصاء لحكم القلب ذابت كل مساحيق الزينة وتلاشت، وظهر قُبح الصورة.
أبهَرَني كيف صَمَد بعضها كل هذا
الوقت؟! وكيف كانت تبهرني؟! وكيف توارت خلفها كل تلك الندوب التي لا يراها إلا
متجاهل عن عمد؟!
عزيزي فُلان:
وددتُّ لو أخبرتك أنني رغم كل ذلك لا
أستطيع النجاة من أفكاري ومنك.. أتدري ماذا يشعر الخاسر حينما يُسأَل سؤالا يعرف
جوابه جيدا، بينما كل ما بداخله يتمني لو تغير السؤال وإجابته؟!
لا أستطيع تحديد ما يؤلمني.. أعجز عن
وصفه.. أواسي نفسي بأن الإخفاق والخروج عن النص ليس فشلا، فأجدني لم أتَّبِع نصَّا،
فأفشل حتى في مواساة نفسي..
الكلمات يا عزيزي تنقذ الروح كثيرا في
مواقع الألم، ولكني لا أجيدها.. المعاني تتشابك أمامي، وعند حد معين من عدم قدرتي
على التحمل، تفقد كل المعاني جودتها أمام ما أشعر به، فأعجز عن التعبير، وأصبح
قاسية كالحجر، فلا أجد أمامي أي مفر..
فقط الصمت.
COMMENTS