"هيلموث هوبينر" الشاب الألماني الذي أُعدِم في سن ال 17 عام، وذلك بقطع رأسه بسبب معارضته للنظام النازي للرايخ الثالث.
هيلموث هوبينر.. الصغير الذي قتله النازيون ثمنا للكلمة | عزيز المصري
هيلموث هوبينر |
الصدمة
"هيلموث هوبينر" الشاب الألماني الذي أُعدِم في سن ال 17 عام،
وذلك بقطع رأسه بسبب معارضته للنظام النازي للرايخ الثالث..
لم يستطع "هيلموث
هوبينر" البالغ من العمر ستة عشر عامًا تصديق أذنيه.. فبينما كان يجلس
القرفصاء في خزانة منزلهم في هامبورج، يستمع سرًا إلى راديو الموجة القصيرة
الممنوع والمملوك لأخيه، رسم صوت مذيع البي بي سي صورة مغايرة تماما لألمانيا الـنازية..
صورة كانت مختلفة تمامًا عن تلك التي قيل له أن يصدقها من قبل إعلام الدولة.
فبينما كان مسؤولو
"هتلر" والــنازيون يتوجهون بالحديث عبر الراديو إلى الألمان مثل "هوبينر"
بأهازيج النصر الوشيك، ويشيدون بعظمة بلادهم؛ كانت ألمانيا ـ حسب وصف هيئة الإذاعة
البريطانية (بي بي سي) - تبدو وكأنها على شفا الكارثة.
في ذلك الوقت
كان يُحظَر الاستماع إلى أي بث إذاعي غير حكومي؛ مثل البث متعدد اللغات للبي بي سي
وغيرها.. ومع ذلك، فإن العديد من الألمان خالفوا ذلك الأمر..
وبالنسبة لأشخاص
مثل "هوبينر" كان الراديو الذي يُبَث من البلدان الأخرى هو الطريقة
الوحيدة لمعرفة حقيقة الحرب.
عندما كان
"هوبينر" يستمع إلى البث الإذاعي المحظور في عام 1941م، قرر الشاب الصغير
إخبار زملائه الألمان بالحقيقة، بل بشأن كل ما يتعلق بحقيقة ألمانيا الـنــازية.
ليلة الكريستال
ترجع جذور القصة
الى الوقت الذي كان يبلغ فيه الفتى من العمر 13 عامًا، حينها استقال من رابطة
"شباب هتلر" في أعقاب المشاركة في أحداث (ليلة الكريستال) ليلة الرعب
الشهيرة؛ حيث أضرم الــنـازيـون النيران في المعابد اليهودية، وخرَّبوا منازل
ومدارس وشركات يهودية، وقتلوا ما يقرب من 100 يهودي.
في تلك الليلة التي
تسمى أيضًا "ليلة الزجاج المكسور" وما بعدها؛ تم اعتقال حوالي 30 ألف
رجل يهودي، وجرى إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال الـــنـازيـة الرهيبة.
بدأ الفتى بعد
ذلك في كتابة المنشورات التحريضية ضد الـــنــازي وأخذ يوزعها على الناس سرا،
وينشر عن المعارك الخاسرة والأكاذيب الـنــازية التي لا تنتهي، وكتب في أحد تلك
الكُتَيِّبات:
"لقد وعدك
الفوهرر بأن عام 1942 سيكون حاسمًا، وهذه المرة لن يتوقف عند أي شيء للوفاء بوعده..
نعم، سيرسلكم بالآلاف إلى النيران من أجل إنهاء الجريمة التي بدأها.. بالآلاف.. وقريبا
ستَتَرَمَّل زوجتك، وسيَتَيَتَّم أولادك.. والنتيجة.. لا شيء"!!
نهاية مناضل صغير
سرعان ما تم
الوصول إلى الفتى من قبل أجهزة "هتلر" بوشاية من زميل له بالعمل؛ ليُسْجَن
في سجن "بلوتزينسي" سيء السُمعة، والمشهور بالتعذيب والتنكيل بالمعارضين
السياسيين في برلين..
تم تعذيب "هوبينر"
بشدة لعدة أسابيع؛ بل إن رئيس كنيسته من (المورمون) قام بحرمانه الكنسي بسبب سوء
أفعاله، ثم جرت محاكمته هو ورفاقه من الصبية أمام محكمة هزلية، ليكون بذلك أصغر
شخص في المقاومة الألمانية للــنـازية تحكم عليه محكمة الشعب (كما سُمِّيَت)
بالإعدام، ويتم إعدامه بالفعل وذلك بقطع رقبته (بسبب فداحة جنايته)، ليكون بذلك
أصغر شخص يدفع حياته ثمنا لتحدي الــنازيين، ويدفع ثمن نشر الكلمة.
بعد سنوات قليلة
تخسر ألمانيا الحرب، وينتهي كل شيء كما توقع "هوبينر".
COMMENTS