مولانا العارف يتحدث عن أسلحة النظام العالمي الصامتة التي يستخدمها لفرض سيطرته على كافة الشعوب... إنها عشر أسلحة خطيرة تم استخدامها في مصر..
أسلحة النظام العالمي الجديد كما رآها نعوم تشومسكي
| رؤى (مولانا العارف)
أسلحة النظام العالمي الصامتة
نظرية الأسلحة الصامتة للحروب الهادئة؛ وهي سلاح ال NOW.. إنها من أشرس الأسلحة،
وأخطرها على الإطلاق..
البداية؛ وثيقة سرية تم الكشف عنها سنة 1979.. هذه الوثيقة تتحدث عن
كيفية السيطرة على الشعوب، والأسلوب الأمثل للسيطرة والتحكم فيها، بناءً على علم
الهندسة الاجتماعية، أو إدارة المجتمعات (هندسة أنظمة الإدارة المجتمعية)..
لقد تم الكشف عن هذه الأسلحة بطريق الخطأ، ثم تسربت من شركة IBM.. ودة أمر غريب جدا؛ إن
وثيقة زي دي تكون موجودة في شركة حاسوب.. الطبيعي هو تواجدها في أروِقة منظمات الإدارة،
أو المعاهد السياسية المختصة بالشأن الاجتماعي.. لكن الوثيقة وُجدت في (آي بي إم)؛
ودة أمر غريب، مش هنقف قدامه كتير.
نرجع للوثيقة؛ واللي تلقَّفها "نعوم تشومسكي" بالتحليل والترتيب،
وخرج منها بعشر عناصر أساسية..
الغريب في الأمر؛ إن ال 10 نقاط دول لو بصيت عليهم داخل كل دولة أو
مجتمع؛ هتلاقيهم بيتم تطبيقهم حرفيا؛ بلا خروج على النص، وبطريقة مذهلة لا مثيل
لها..
ومُلاحظ إن اللي كتب الوثيقة هم مجموعة من أبرع المفكرين والمخططين في
كافة المجالات؛ سياسية – اجتماعية – اقتصادية – إلخ... الوثيقة دي عمل جبار وضخم
جدا، ويُعتبر دستور السيطرة والتحكم الفعلي في كافة شعوب العالم.. لكن التطبيق
بيختلف بحسب طبيعة الشعوب، واقتصاديتها، ودينها، وتكوينها المجتمعي..
طبعا مش هنتكهن مين اللي كتبها واشتغل عليها؛ لأنه شيء بديهي ومعروف..
فيما يلي عرض للنقاط العشر؛ مع تعليق بسيط، أو هامش حطيته على كل بند...
الهامش دة كلمة، أو جملة.. لكن فعلا لو بصّيت عليها؛ هتلاقيها حرفيا داخل
الاستراتيجية دي..
1 استراتيجية الإلهاء والتسلية (الإعلام والقبض على فتيات تيك توك)
حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية..
اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها.. أبقوا الجمهور مشغولا؛ مشغولا؛ مشغولا..
لا وقت لديه للتفكير، وعليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات.
2 استراتيجيّة افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول (سيناء والطوارئ)
انتزاع ردود الفعل من الجمهور؛ بحيث يندفع الجمهور طالبا لحل يرضيه...
على سبيل المثال: السّماح بانتشار العنف في المناطق الحضرية، أو تنظيم هجمات دموية..
هنا تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة حتّى على حساب الحرية..
أو: خلق أزمة اقتصادية؛ يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ الأدنى
من الحقوق الاجتماعية، مع تفكيك الخدمات العامّة، ويتمّ تقديم تلك الحلول المُبرمجة
مسبقا، ومن ثَمّ؛ قبولها على أنّها شرّ لا بدّ منه.
3 استراتيجية التدرّج (رفع الدعم عن الكهرباء والغاز والبنزين..... إلخ)
لضمان قبول ما لا يمكن قبوله؛ يكفي أن يتمّ تطبيقه تدريجيّا على مدى
10 سنوات.. بهذه الطريقة فُرِضت ظروف اقتصاديّة واجتماعيّة مثّلت تحوّلا جذريّا؛
كالنيوليبراليّة وما صاحبها من معدلات البطالة الهائلة والهشاشة والمرونة... العديد
من التغييرات التي كانت ستتسبّب في ثورة إذا ما طُبِّقت بشكل وحشيّ؛ يتمّ تمريرها
تدريجيّا، وعلى مراحل.
4 استراتيجية التأجيل (سد النهضة)
هناك طريقة أخرى لتمرير قرار لا يحظى بشعبية؛ هو تقديمه باعتباره (قرار
مؤلم ولكنّه ضروريّ).. ثم السّعي إلى الحصول على موافقة الجمهور لتطبيق هذا القرار
في المستقبل...
دة لأنّه من الأسهل دائما قبول القيام بالتضحية في المستقبل عوض
التضحية في الحاضر... ولأنّ الجهد المطلوب لتخطّي الأمر لن يكون على الفور... ثم
لأنّ الجمهور لا يزال يميل إلى الاعتقاد بسذاجة أنّ (كلّ شيء سيكون أفضل غدا)... وهو
ما قد يمكّن من تجنّب التضحية المطلوبة... وأخيرا؛ فإنّ الوقت سيسمح ليعتاد
الجمهور فكرة التغيير، فيقبل الأمر طائعا عندما يحين الوقت.
5 مخاطبة الجمهور على أنّهم قُصَّر أو أطفال في سنّ ما قبل البلوغ (مصر غير مستعدة للديمقراطية)
معظم الإعلانات
الموجّهة للجمهور العريض تتوسّل خطابا وحججا وشخصيات، أسلوبا خاصّا يوحي في كثير
من الأحيان أنّ المشاهد طفل في سنّ الرضاعة أو أنّه يعاني إعاقة عقلية... كلّما
كان الهدف تضليل المشاهد؛ إلاّ وتمّ اعتماد لغة صبيانية... لماذا؟.. "إذا خاطبت
شخصا كما لو كان في سنّ 12، عند ذلك ستوحي إليه أنّه كذلك، وهناك احتمال أن تكون
إجابته أو ردّ فعله العفوي كشخص في سنّ 12"... مقتطفات من دليل (الأسلحة
الصّامتة لخوض حرب هادئة).
6 مخاطبة العاطفة بدل العقل (شيوخ العار والوطنية المزيفة)
التوجّه إلى العواطف هو الأسلوب الكلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني..
وبالتالي قتل مَلَكَة النقد..
بالإضافة إلى أنّ استخدام السجل العاطفي يفتح الباب أمام اللاوعي،
ويعطّل ملكة التفكير، ويثير الرّغبات أو المخاوف والانفعالات.
7 إغراق الجمهور في الجهل والغباء (التابلت ونظم التعليم الجديدة)
لابدّ من إبقاء الجمهور غير قادر على فهم التقنيات والأساليب
المستعملة؛ من أجل السيطرة عليه واستعباده (يجب أن تكون نوعية التعليم الذي يتوفّر
للمستويات التعليميّة الدنيا سطحيّا؛ بحيث تحافظ على الفجوة التي تفصل بين النخبة
والعامّة، وأن تبقى أسباب الفجوة مجهولة لدى المستويات الدنيا"... مقتطفات من
وثيقة (الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة).
8 تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة (عود البطل وبنت الجيران)
تشجيع العامّة على أن تنظر بعين الرضا إلى كونهم أغبياء ومبتذلين وغير
متعلّمين.
9 تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب (سباب ولعن 25 يناير)
دفع كلّ فرد في المجتمع إلى الاعتقاد بأنّه هو المسؤول الوحيد عن
تعاسته، وذلك بسبب محدوديّة ذكائه، وضعف قدرته أو جهوده.. وهكذا؛ بدلا من أن يثور
على النظام الاقتصادي، يحطّ الفرد من ذاته، ويغرق نفسه في الشّعور بالذنب؛ ممّا
يخلق لديه حالة اكتئاب تؤثر سلبا على النشاط... ودون نشاط أو فاعليّة؛ لا تتحققّ
الثورة.
10 معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم (الميديا والتطبيقات)
على مدى السنوات ال 50 الماضية، نتج عن التقدّم السّريع في العلوم
اتّساع للفجوة بين معارف العامة وتلك التي تملكها و تستخدمها النُّخب الحاكمة...
فمع علم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم النفس التطبيقي، وصل "النظام العالمي"
إلى معرفة متقدّمة عن الإنسان؛ سواء عضويّا، أو نفسيا...
لقد تمكّن "النظام" من معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم
لذواتهم... وهذا يعني أنه في معظم الحالات يسيطر "النظام" على الأشخاص
ويتحكّم فيهم أكثر من سيطرتهم على أنفسهم.
COMMENTS