ما هو دور فيلم الجوكر العنيف في أحداث الفوضى القادمة؟؟ وما هو تأثير مسلسل La Casa De Papel؟؟ مولانا العارف يكشف لنا في رؤيا جديدة تأثير الميديا العالمية على الفوضى القادمة.
فيلم الجوكر ومسلسل لاكاسا والفوضى | رؤى (مولانا العارف)
فيلم الجوكر ومسلسل لاكاسا والفوضى |
مرحلة جديدة
الفترة الأخيرة؛ لاحظت إن الميديا العالمية بتأسس لمرحلة جديدة مقبلة؛
وهي مرحلة الفوضى العالمية الكُبرى.. ودة عن طريق بث أفكار كلها بتدعو لإسقاط
الأنظمة، و تصوير الأنظمة الحاكمة كلها في صورة مجموعة من اللصوص و القتلة، مُنتهِكي
حقوق الإنسان، المُتآمرين على الشعوب لخدمة مصالح النظام العالمي..
الكلام دة وإن كان حقيقي عن الأنظمة؛ لكن طريقة معالجته المفروض مش
بالطريقة اللي بتطرحها الميديا؛ لأنها طريقة فوضاوية، هتوصل في النهاية لانهيار
الدول، مش الأنظمة بس.
الفكرة اللي بتطرحها الميديا العالمية هتلاقيها واضحة بشكل كبير جدا
في أعمال نزلت، و لاقت نجاح كبير جدا؛ زي فيلم (الجوكر Joker)
ومسلسل (La Casa De
Papel)..
هم دول تحديدا الأعمال الأكثر شهرة خلال آخر ٣ سنين، والأوضح في
رسالتهم..
فيلم الجوكر
هتلاقي في (الجوكر) كل معاني الألم النفسي والجسدي حصلوا
للبطل؛ اللي مُفتَرض إنه أحد أشرار السينما، لكن في الفيلم دة تم خلْق حالة تعاطف ضخمة
معاه، واللي حوّلته من شرير، إلى شخص المجتمع ظلمه فاتحوّل للحالة دي، وإن القتل
اللي ارتكبه كان رد فعل لما تعرّض له من إهانة و ضرب وتوحش للمادية الحاكمة..
أصبحت شخصية الجوكر هي المُعبرة عن حال الملايين المُضطَّهدين والمُستعبَدين،
من الشعوب العايشة تحت حكم الرأسمالية ...إلخ، واللي معندهاش حل غير خلق فوضى
كبيرة، من خلالها يتم إسقاط النظام المتوحش، وطبعا الدلالة الرمزية في مشهد قتل
عمدة جوثام ومراته قدام طفلهم معناها: "لا تُوقفوا قتل النظام وتدميره، حتى في
وجود الأطفال، ودي فيها انتهاك كبير جدا لحقوق الإنسان وتحديدا الأطفال)..
الدلالة اللي من خلالها بتقدّم الميديا الرسالة بكل قوة؛ لتدمير
الأنظمة حتى بالقتل، مش مجرد الفوضى بس كانتقام، لِما سببته الأنظمة دي للبشر من ألم
وتدمير....
رسالة بمعني الفوضى بلا عودة..
فوضى مُدَمرة حتى لكل الحقوق اللي أقرَّها النظام دة..
رسالة قوية ومرعبة جدا؛ واللي يمكن بسببها حصل عملية تأمين عالية
للسينمات أثناء عرض الفيلم..
دي رسالة الميديا؛ لكن كانت بشكل مدمر جدا، عكس التدريج اللي حصل في
أعمال تانية.
مسلسل لاكاسا دي بابل
نيجي لمسلسل (La Casa De
Papel)..
كانت رسالة الميديا أيضا؛ الخروج على الأنظمة وتدميرها اقتصاديا؛ ودة
ظهر في الموسم الأول والتاني، أما الثالث فحصل فيه نقلة نوعية؛ بإضافة العُنف
والفوضى الشعبية، وابتزاز النُظُم بالتهديد بتسريب أسرار الدولة السياسية..
هتلاحظ في (لاكاسا) التحول الدرامي الكبير؛ من إن دُول شوية لصوص، إلى
إن دول مقاومين للنُظُم المستبدة.. ودي حالة اتخلقت في وعي المُشاهِد نتيجة أسلوب
تعامل اللصوص الراقي والإنساني الكبير مع الرهائن، ورفضهم العنف والقتل..
حتي أن ما سرقوه يُمكن للدولة إعادة إنتاجه مرة أخرى بسهولة..
أيضا هتلاحظ حالات التعاطف اللي حصلت من المخطوفين؛ واللي حتى نفوا
خلال المسلسل إنها بسبب متلازمة ستوكهولم، وأيضا حتى المُحققة بسبب سوء تعامل
النظام معها، واتهامها بالخيانة، وابتزازها بمشكلة بنتها، ثم بعد كدة تعاطُف
الجموع الكبيرة من الشعب بسبب توزيع اللصوص جزء من المسروقات عليهم..
أيضا طريقة تقديم اللصوص لهم، ودفاعهم عن نفسهم الممتازة جدا؛ إنهم
لصوص، لكن مش متاجرين بقاصرات، أو قوّادين، وإن الدولة كذبت على الناس في النُقطة
دي..
هتلاحظ دة في اللقاء التليفزيوني مع "برلين"..
رسالة في اللاوعي
المُلَخَّص؛ إن الرسالة اللي تركها المسلسل والفيلم داخل لاوعي المُشاهِد،
واللي هتشكل وعيه مستقبليا:
(إن النُظُم ظالمة، ولابد من تدميرها ماليا واقتصاديا (مسلسل لاكاسا)، ثم
قتلها (فيلم الجوكر)؛ ودة هيخلق حالة الفوضى، اللي الميديا العالمية بتدعو لها الفترة
الأخيرة.
هذه الرؤى كلمات تُعبِّر عن كاتبها
COMMENTS