تستمر فاطمة رجب في كتابة خواطر عن الحياة.. تكتب ما تُمليه عليها حريتها، وإصرارها على التفرد والبعد عن التقليد والانتظام في قوالب وأنماط ثابتة.. هي تنطلق وتدعهم يعيشون عبيدا للتقليد.
دعهم يعيشون عبيدا للتقليد - خواطر عن الحياة | (فاطمة رجب)
دعهم يعيشون عبيدا للتقليد - خواطر عن الحياة |
أحاسيس دفينة
لم أُحب يوماً أن أكون تقليدياً..
لقد كنت مختلفاً في نظرتي إلى نفسي، مُضطرباً من الداخل أحياناً، لديَّ
أحاسيس دفينة لم يَشعر بها أحد؛ حتى وإن بدت على تعابير وجهي..
أُحب الليل، وأُقدِّس ظُلمته وسواده الكالح.. حتى عويل الكلاب؛ برغم من
أنه شيئا مقززاً؛ لكنني كنت أود سماعهُ..
أحبُ اللون الأحمر في كل الأشياء على الإطلاق؛ حتى وإن كانت دماً..
أُحب مقاطع الموسيقى التي تدوم لساعات طويلة دون ملل، وأعشق الهروب من
الصخب والحياة المعتادة، لحياة يغمرها الهدوء.. أُفضل كثيراً الأشياء غير المرتبة؛
إنما تلك التي يغلب عليها النظام والروتين الممل فلم ألتفت لها يوماً..
كثيراً أكن مكروهاً عندما أقول لك أنك سيء، مع أنك كنت سيئاً بالفعل؛
لم أُخطأ.. لكن مع ذلك أحب أن تشعرني بذلك الكره؛ فـأنا كيانٌ أميل إلى الضّد من
الأشياء...
لا أملك روحاً؛ لقد كنت أشبه بسحابة الدخان، تغلب عليها القتامة بعض
الشئ، لكنها تأخذ شكلاً لطيفاً لا بأس به..
لا أملك قلبا عادياً؛ بل كنت عالماً مهجوراً مُكدس بالأشياء، لا أحد
يجرؤ على الاقتراب منهُ.. لم يُزعجني يوماً الكم الهائل الذي كنت أمتلكه من الصفات
السيئة، فقد كنت أعرف عيوبي وأدرك أخطائي تمام.. كنت بطلاً سيئاً في رواية أحدهم،
وهذا لم يُشعرني بالغضب إطلاقاً؛ فـأنت ترى ما تود أن ترى؛ ليس ما أكونه.
أشعر باللذة في تفرُدي وكوني لا أشبه أحد.. حتي وإن كان ذاك التفرد
مليئا بالمساوئ لكنه كان تفردٌ غير معتاد.
ملل قاتل
ستشعُر يوماً بملل قاتل في كل الأحوال، وتكاد أن تمل من كونك إنساناً غير مُحب لديهم.. لكن لا يَهم، الجميع مخطئون و ستعتاد علي ذلك يوماً.
إن اللذة والمتعة فقط في الاختلاف، في كونك مغايراً لهم، لست تشبه
أحداً..
تحدث مع الجميع وكن معهم؛ لكن اجعل لك ركناً تمارس فيه طقوسك الخاصة
التي لا تشبع رغباتهم؛ لكن تشبع رغباتك أنت، ومحبتك لكونك مختلف..
اذهب حيث لا يذهبون، لا تمشي علي قواعدهم الرتيبة وتشابُههم المُضل..
ارحل حيث راحتك أنت، و دعهم يتشابهون فيما بينهم، دعهم يعيشون عبيداً
للتقليد.
هذه الكلمات تُعبِّر عن كاتبها
COMMENTS