حسن محمد يكتب رسالة ثانية إلى الآنسة "س".. يشرح ما وصل إليه حاله من حيرة وضياع.. يتذكر لقاءاتهما الحميمية ويؤكد لها أنه لا زال محتفظا ببعض التذكارات.
إلى الآنسة "س" | الرسالة الثانية يكتبها (حسن محمد)
عزيزتي "س"..
صباح الخير، أو مساؤه..
في حالتك لا يهم التوقيت إطلاقا..
كيف حالك يا حالي؟!
أتدرين سرا؟!!
أنا ك"سيمون دى بوفوار" تماما، حينما قابَلَتْ "سارتر"
لأول مرة فى السوربون وقالت
أدركتُ عندما تركته عائدة إلى بيتى فى نهاية ذلك العام الأكاديمي، أنه لن يخرج أبداً من حياتي
لكني لَستُ محظوظ مثلها؛ فقد عاشا سويا حتى الممات..
أما أنا فلم يتبقَّ معي سوى بضع ذكريات، وتفاصيل كثيرة..
أتدرين سراً؟!
رغم فشلي في الاحتفاظ بالأشياء، ما زالت حمَّالة صدرك البيضاء بحوزتي؛
تحمل رائحتك، وتُذَكِّرني أنك لم تكوني حُلم يقظة؛ كما يخيل لي أحيانا.
رغم جهلي بالروائح؛ ما زلت أحفظ رائحتك جيداً، ومازال لا يضاهيها أي
شيء... والغريب؛ رغم كل النسوة اللاتي دَخَلْن حياتي، لم تستطع أيا منهن ترك أي أثر،
أو أية رائحة!!
ملمس أظافرك على ظهري، وفي شعري..
كل لقاء حميمي، ما زال عالقاً في ذهني كأنه يحدث الآن.. يصيبني
بالدهشه..
كلما مر بي يعصف برأسي، ويحملها ما لا طاقة لها به..
لا أعلم كيف لي أنا الشخص المُكَبَّد بالخسائر منذ نعومة أظافره، أن
لا يتقبل خسارتك حتي الآن... كأنك كنتي انتصاري الوحيد والأوحد..
ما يصيبني بالحسرة حقا، أنني ممنوع حتى من الحديث عنكِ، أو البَوْح
بفقدك..
غيابك مُزري كألم الأسنان تماما؛ لا ينفك يهدأ، ولا طاقة لي به سوى
الانتظار، علَّنا نلتقي ولو لقليل..
كوني بخير.
هذه الكلمات تُعبِّر عن كاتبها
COMMENTS