فاطمة رجب تطلق العنان لقلمها، وتكتب مقتطفات قصيرة بروحها وإحساسها.. في هذه التدوينة 4 خواطر قصيرة، جاءت من أعماق النفس.. إنها خواطر عن الحياة.
مقتطفات قصيرة - خواطر عن الحياة | بقلم (فاطمة رجب)
خواطر عن الحياة (1)
تخونُني أفكاري ربما.. لكنني أيقنت أن الإنسان لا يظل على وتيرة واحدة..
سيتغيَّر..
سينقلب كل شيء إلى ضده، أو ربما إلى شيء آخر أقل ضدا، لكنه لا يشبه
ذلك الوجه الأول أبدا..
وهذا لم يَرُق لي لأنه يوجِعُنِي، ويُشْعِرُنِي بأن لا أحد يشبهني..
لا أحد يشبه روحي...
فأنا كَطَيْرٍ لم يرُق له حالا سوى حال الصفاء، فقط كالوجه الواحد
للسماء لما تعكر صفاؤها..
كان يحمل ثقلا على قلبه يوجعه؛ أو ربما لم ير نفسه به.
خواطر عن الحياة (2)
لديَّ شعورٌ سيء كوخز في قلبي، وعقلي مشتت ومليء بالأفكار والأحداث
التي لا نهاية لها..
عقلي يفكر كثيرا..
لا يهدأ..
كلها أشياء لا جواب لها..
أهنا هو مكاني؟!
أتلك هي حياتي ؟!
أهذه أنا ؟!
لِمَ حَدَثَ؟! لمَ قُلْت؟! ولِمَ أفعل؟!
الكثير والكثير من جلد الذات..
الأيام ثقيلة، وتمر ببطء شديد..
كل الأشياء باهتة.. لا لذة لأي شيء..
أريد أن يمضي كل يوم سريعا.. أن ينتهي بأقل الخسائر..
أنا أريد فقط قسطا من الراحة، وأن تمضي هذه الأيام كيفما شاءت...
لا يهم.. فأنا أريد فقط أن أنجو..
أن أنجو بسلام.
خواطر عن الحياة (3)
لا شأن لي بما يحدث في العالم الخارجي..
ذاك الذي تطلقون عليه "الحياة"..
وأي حياة هذه التي تفضى إلى الوجيع المُنساب على الروح والعالق بها؟!
أي حياة تلك التي جعلتكم تسلبون مني كل ما أحب؟!
لا شأن لي بكل هذا، ولا شأن لي بكم..
اتركوني متى شئتم؛ فما عُدت أبكي، ولا أشعر بالضغينة نحو ما فعلتموه..
لديَّ كُتُبي وأقلامي؛ أُبْحِر بهما متى وكيفما شئت..
لا سلطة عليَّ من أحد كائنا من كان..
والسلام ..
خواطر عن الحياة (4)
ضجيجُ العالمِ يملؤني من الدخل، وهواجسُ عقلي في حراكٍ ثوري لا يهدأ أبداً..
وكثيرٌ ما يدفعُني كل ذلك لأهرب من الجميع، وأخلو بنفسي؛ وفي عَيْنيّ
دُموعٌ لا تُرَى.. وقلبي نابضٌ، لكنه مُخَيَّم بأحزان لا تنتهي..
فداخلي أشلاءٌ مُمَزقة، ومشاعرٌ مُبعثَرة تهُدني وتطيحُ بي كلما
هاودتُ مُرادَها..
لكنني لا أصرخ.. لا أبكي.. لا أنوح..
فقد اتخذت الصمت سبيلي؛ دون ثرثرتي بالأوجاع، علّ أحد يشعُر بي دون
حديث، لينتشل روحي من تلك الفوضى العارمة التي أجول بها كل يوم..
فـوالله ما عُدت أعرف للراحة طريق.. ما عدت أشم سوى رائحة موت الأشياء
من حولي، و بركان تدُب حممهُ بداخلي بلا هوادة.
COMMENTS