في هذه التدوينة سنعرف لماذا وضع العالم الأمريكي "مايكل هارت" المسيح عليه السلام في المرتبة الثالثة في ترتيبه لأعظم الشخصيات أثرا في تاريخ البشرية.
المسيح عليه السلام | الثالث في قائمة عظماء "مايكل هارت"
سبق وتحدثنا عن كتاب (المائة : ترتيب أعظم الشخصيات أثرا في التاريخ)
للعالم الأمريكي "مايكل هارت".. اضغط هنا
وتحدثنا أيضا عن سبب اختيار "مايكل هارت" لرسول الإسلام
"محمد" كأول شخص في قائمته.. اضغط هنا
وفي تدوينة أخرى تحدثنا عن اسحق نيوتن، وأثره العظيم في البشرية،
والذي كان سببا لوضعه كثاني اسم في القائمة.. اضغط هنا
والآن سنتحدث عن سبب اختيار "مايكل هارت" للمسيح في الترتيب
الثالث لأعظم الشخصيات أثرا في التاريخ.
لماذا محمد وليس المسيح؟
لا شك أن المسيحية هي أكثر الديانات انتشارا على وجه الأرض؛ وهنا يجيء
السؤال:
لماذا يسبق مُحَمَّدٌ –عليه السلام- عيسى -عليه السلام- في التصنيف
الذي ذكره "مايكل هارت" في كتابه ؟
يقول "مايكل هارت"
ليس المهم أثر الديانة في الناس، ولكن أثر صاحب الديانة فيهم هو المطلوب.. وعلى ذلك فإن المسيحية لم يؤسسها شخص واحد؛ بل اثنان هما: عيسى عليه السلام، والقديس بولس.. المسيح هو الذي أرسى المبادئ الأخلاقية والروحية للمسيحية، كما أنه وضع قواعد كل مايتعلق بالسلوك الإنساني.. أما مبادئ اللاهوت، فهي من صُنع القديس بولس
لقد ترك عيسى المسيحية شابا؛ بخلاف محمد.. وترك وراءه الحواريين، وقد
ألَّف أتباعه طائفة يهودية صغيرة جعلها بولس هيئة كبيرة؛ ليُعتَبَر أول المُبَشِّرين
بالمسيحية في القرن الأول للميلاد، ومن ثَمَّ يتسبب في انتشارها بهذا الشكل.
المؤسس الحقيقي للمسيحية
يرى العديد من الباحثين أن المؤسس
الحقيقي للديانة المسيحية هو بولس، ولكن الأكيد أنه لا مسيحية بدون المسيح؛ ولذلك بالرغم
من تأثير بولس العظيم في هذه الديانة، إلا أن عيسى سبقه في الترتيب.
ليس من المنطق أن يكون السيد المسيح مسئولا عما أضافته الكنيسة
ورجالها إلى الديانة المسيحية، فالحروب بين المسيحيين، وذبحهم لليهود، تُناقِض
تماما التعاليم التي جاء بها المسيح.
ولا يصح أن نُرجع تطور العلوم في العالم الغربي المسيحي إلى المسيحية
نفسها كديانة؛ فنحن لم نجد - والكلام بقلم مايكل هارت - في شروحات وتعاليم رجال
الدين المسيحي مايدعو للتأمل الفكري، أو الدعوة إلى التفكير العلمي..
أما هذه النهضة؛ فهي ترجع إلى أن هناك شيئا في الحضارة الأوروبية
والتراث الفكري الغربي يناسب الأسلوب العلمي في التفكير.. وهذا ليس من تعاليم
السيد المسيح، ولكنه التفكير العقلي الإغريقي مُمَثلا في فلسفات أرسطو، ونظريات إقليدس.
قصة المسيح
نعود إلى قصة حياة المسيح؛ فهي كما وردت في العهد الجديد.. ورغم ذلك فأكثر
المعلومات عن حياته غير مؤكدة.
لم يترك السيد المسيح ورقة واحدة مكتوبة، ولكن كل المعلومات عنه مُستَمَدَّة
من كتب العهد الجديد.
ثم يؤكد الكاتب أنه ليس على يقين من اسم السيد المسيح الحقيقي، ولكن
على أغلب الظن اسمه "يشوع" كما ورد، كما أن سنة ميلاده ووفاته غير مُجْمَع
عليها.
ثم يتأسف الكاتب على تناقض الأناجيل مع بعضها البعض؛ فيجد إنجيل "متَّى"
وإنجيل "لوقا" متناقضان في سرد الكلمات الأخيرة للمسيح؛ وإن كانت هذه الكلمات
مأخوذة حرفيا من التوراة أي العهد القديم.
يعود الكاتب فيقول
ليس من الغريب أن يكون للسيد المسيح كلمات مُقْتَبَسَة من التوراة؛ فمؤسس المسيحية يهودي مُخلص، كما أنه يشبه في وجوه كثيرة أنبياء اليهود الذين جاءوا في التوراة.. و المسيح كباقي الأنبياء؛ كان عميق الأثر فيمن حوله، كما أنه كان في غاية الشجاعة بكل أعماق معاني هذه الكلمة
ثم يذكر الكاتب أنه لم يكن يتردد لحظة واحدة في وضع السيد المسيح في أول
هذه القائمة، لو كان مَارَسَ السُلطة الدينية أو السياسة في حياته مثلما فعل رسول
المسلمين محمد.
وعَلَّل الكاتب عدم رواج بعض مبادئ المسيحية بين الناس؛ بسبب الإسراف
في المثالية، مثل الدعوة لحُب الأعداء، حيث لا يمكن تطبيقها إلا في الخيال، فلا
يمكن أن ننصح بها أطفالنا مثلا.
ولذلك؛ ظلَّت مُعظم تعاليم المسيح محيرة، كما أنها نصائح لم يحاول
تطبيقها الكثيرون.
COMMENTS