محمد جابر يتحدث عن مسلسل البرنس وكيف أن صُناعه استطاعوا وضع توليفة من الشر قلما تجدها في عمل فني.. لكن على الرغم من ذلك يظل الخط الرئيسي للأحداث بلا جديد.
الإخوة أعداء (مسلسل البرنس) | كلميني.. إيه الكلام – سلسلة يكتبها (محمد جابر)
أبسَط سُبل النجاح دراميًا هوَ خَـلق صراع
جَـوهري بين الخير والشَـر، عُمق الصراع يتناسَب طرديًا مع احتمالات النجـاح.
والبعض يجتهد لتجريد الشَر من أي شيء يمُت
بصِلة للإنسانيّة، وجَودة المُمثل القائم بالعمَل تتناسَب أيضًا مع نجاح الفكرة.
صُنّاع مسلسل البرنس نجحوا في إلباس الشر
أكثَر من ثَوب بتعدُّد الإخوة؛ ما بين البارِد والسَمِج والشيطان والمُتبجّحة
وغيرهم..
شر أقرب للجحود والكُفر بآيات الرحمة..
شرٌ يدفعكَ للمُتابعة بشغَف لتثأر
لانفعالاتك المُثارة والمُستثارة اندماجًا مع خط سَير الأحداث.
"رمضان" في الجهة المُقابلة بارع
تمامًا في أدوار المظلوم؛ الملامح المصريّة الخمريّة الأقرب لسُمرة أبناء النيل، أجلد
البُكاء الذي اعتاده لسنوات.. ومهما اختلفت مع العنجهيّة أو تدنّي الذوق الموسيقي،
أو حتى السلوكيات الشاذة خارج إطار الفن، لكنّي لا أُنكِر الموهبة.. أنا فقَط ضد اللاتنـوُّع.
ما القيمة المُضافة عندما تظهر كُل عام
بدَور المَظلوم المقهور الذي يتأهب الناس ويترقبون انتقامه؟!
كُل عام بكاء وسجن وقهر ولطميات، ثُم خروج
وتوسُّع، ثُم انتقام.. جُمَل بسيطة تُثار في ثلاثين حلقة مع بعض التوابل الدراميّة.
لكن في دُنيا الماورائيات، رُبما تبرز في
مسلسل البرنس رسائل اجتماعيّة غير مقصودة، أو حتـى مقصودة، فكرة تعدُّد الزوجات
وتواجُد أبناء غير أشقاء محفوفة بالمخاطر، وتحتاج أن يكون الأب على قدر من الوعي
بسُبل التربية والتنشئة، ولا يتسلّح فقَط بالفحولة الجنسيّة التي تُمكِّنه من
اقتحام أكثَر مِن نفَق.
ضرورة اختيار زَوجة غير مُحَملة بالكُره والضغائن
تجاه نظيرتها أو نظائرها.. لا يوجد أُنثى لا تَغير، والغيرة عندما تتشكّل داخل
قوالِب الشر تأتي بالعجَب!
والمسألة الرائجة مؤخـرًا هي مسائل الميراث
وما يتعلّق بها شَرعًا، الأُخوة يقتَتِلون لأجل الدرهم والدينار والأطيان، فلا
الأب قام بتحديد الحصص تساويًا، ولا هُم أهل لتغليب الواجب الديني..
رُبما يكون تسليط الضوء على هذه الآفة مُوجّه
للحَد من مآسي اليوم.
في سياق آخَر؛ "محمد رمضان"
يُشبه عشرات الموهوبين المُفتقِرين لثقافة وضع المَلَكة والمِنحة الإلهية في
الـكادر الصحيح.. لا تحتاج أن تظهر عاري الجسَد وتُقدم أغاني هابطة، وتتفاخَر
بثروتك لتصير مشهورًا.. يكفي أن تضَع أولويات الحياة في نصابِها الصحيح، وتتيقّن أن لا أحَد
يُجيد كُل شيء، وأنّ الغرور يختلف كثيرا عن الثقة بالذات وإن كانت مُفرِطة.
هذه الكلمات تُعبِّر عن كاتبها
COMMENTS