يحل القديس بولس في المرتبة السادسة للعظماء في تقويم العالم مايكل هارت.. كيف تحول هذا اليهودي المعادي للمسيحية إلى أكبر مبشريها ومفكريها؟؟ اقرأ معنا هذه التدوينة
بولس | أهم مبشري المسيحية وسادس العظماء في تقويم مايكل هارت
مقدمة
في معرض حديثنا عن كتاب العالم والمؤرّخ اليهودي "مايكل
هارت": (المائة – تقويم لأعظم الشخصيات تأثيرا في التاريخ) اضغط هنا.
ذكرنا أن السيّد "المسيح" كان في المرتبة الثالثة اقرأ هنا؛
بعد رسول المسلمين "محمد" الذي احتل المرتبة الأولى اقرأ هنا،
والفيزيائي الإنجليزي "اسحاق نيوتن" الذي حلّ ثانيا اضغط هنا..
ورغم حلول "المسيح" ثالثا"؛ إلا أنَّ "مايكل
هارت" يرى أن تأثير القديس "بولس" على المسيحية أعظم من تأثير
"المسيح" نفسه..
تعالوا بنا نعرف لماذا وضع "مايكل هارت"
القديس "بولس" في هذه المرتبة في قائمة العظماء.
شاؤول الطرسوسي
هو "بولس" الرسول.. عاصر السيد المسيح؛ ويمكن اعتباره أنه أكبر المبشرين
بالمسيحية في تاريخها الطويل.
كان أثره هائلا في الديانة المسيحية؛ أهم وأعظم من آثار كل كُتَّابها
ومفكريها.
اسمه "شاؤول"؛ وُلِد في مدينة "طرسوس" بتركيا القديمة، وبالرغم من أنه كان رومانيا، إلا أنه اعتنق الديانة اليهودية في بادئ الأمر.
اسمه "شاؤول"؛ وُلِد في مدينة "طرسوس" بتركيا القديمة، وبالرغم من أنه كان رومانيا، إلا أنه اعتنق الديانة اليهودية في بادئ الأمر.
درس "شاؤول" العِبْرية، وتَعَلَّم في "القُدس"، تتلمذ
على يد الحاخام "جماليل"، وكان يتاجر في الخيام.
التحول للمسيحية
بالرغم من زيارته ل"القدس" في زمن المسيح؛ إلا أنه لم يَلْتقِ
به..
بعد وفاة المسيح؛ عُذِّب أتباعه من الحواريين بتهمة الكفر، وقد ساهم "بولس"
نفسه في اتهامهم بالزندقة، وفي رحلة إلى "دمشق" قيل أنه رأى المسيح في
نومه، بعدها تحول إلى المسيحية.. لقد كانت نُقطة تحول كُبرى في حياته؛ بل في تاريخ
المسيحية ككل... فـ أَلَدّ أعداء هذه الديانة أصبح من أئمتها وأعمدتها.
ومنذ ذلك الوقت؛ أمضى القديس "بولس" حياته في الكتابة عن
المسيحية والدعوة لها؛ فدخلها الكثيرون... ثُمَّ سافر إلى "تركيا" و"بلاد
الإغريق" و"سوريا" و"فلسطين" للتبشير بها.
تَعَرَّضت حياته للخطر كثيرا أثناء دعوته لليهود، ولم يُوَفق في
دعوتهم، ولكنه بَشَّر غير اليهود، ونجح في استمالة الكثير منهم، ولم يستطع أحد القيام
بهذا الدور من قبله أو من بعده.
أفكار بولس وانتشار المسيحية
ترجع عَظَمَة القديس "بولس" إلى تطويره لأصول الشريعة
المسيحية؛ فمن بين السبعة والعشرين سِفْرا من كتاب العهد الجديد، نجد أنه قد ألَّف
أربعة عشر سِفْرا.
من أهم أفكاره؛ أن "يسوع المسيح" لم يكن بشرا، بل كان إلها،
وأنه مات من أجل التكفير عن خطايا البشر، وأن الإنسان لا يستطيع أن يحقق هذا
الخلاص من الخطايا بالكتب المُقدسة فقط، وإنما بالإيمان بـ "يسوع"، وهو
الذي أوضح فكرة الخطيئة الأولى.
القديس "بولس" أول من أعلن عدم ضرورة التمسك بالشعائر
اليهودية في الطعام والطهارة، لأن تطبيقها غير كاف لخلاص الإنسان، وإنما الإيمان
الحق هو الذي يحقق خلاص روحه وجسده.
لم يتزوج القديس "بولس"؛ وله آراء في الزواج والجنس.. فأوصى
بعدم الزواج، وفي حالة قدرة الإنسان على ضبط نفسه فليتزوج.. وأوصى أيضا بألَّا تُفارق
المرأة زوجها، وإن فارقته فَلْتَبْق بغير زواج.
يُعتبر "بولس الرسول" هو المسئول الأول عن انتشار الديانة
المسيحية بهذا الشكل؛ فحَوَّلَها من مجرد طائفة يهودية صغيرة إلى ديانة كبرى، وهو
المسئول عن جعل المسيح إلها؛ بل إن بعض الفلاسفة والمؤرخين يرون أنه هو الذي أقام
المسيحية وليس المسيح، ولكن سبقه المسيح في ترتيب العظماء ل"مايكل
هارت"؛ لأنه ما كان يُمكن أن يكون لـ "بولس" هذا القَدْر العظيم؛
لولا "المسيح" نفسه.
COMMENTS