فراق ليلى ليس بسهل.. هذه الرسالة جاءت من أعماق القلب.. رسالة إلى لَيْلَى
إلى لَيْلَى | رسالة تكتبها (شيرين أحمد)
تمضي وحيدًا، تتَحَسَّس وُجودَها..
لا تدري أحزينٌ أنتَ من نفسِك أم عليها!!
تَمُر ساعاتُك ببطءٍ شديدٍ.. والوقتُ حين
الخوفِ يمتد، لا تعلم حتى ممَ تخاف، وما الذي تملكه يدفعك للخوفِ من فقدانِه؟!!
ربما الخوف من أن تظل خاويا، لست ممتلئا
بشيءٍ ولا تملأ فراغا..
تتعثر خُطَاك كلما تحركت، والثبات لن يفيدك...
تقرر المسيرَ مهما كانت العقبات، تكمل طريقَك بقدمين لا تقويان على حملِك، وقلبٍ
ضعيف تتسارع دقاتُه لتبقيك حيا ما استطاعت..
عيناك لا ترى الطريقَ، بل هي في غياهبِ
عقلِك تحاول العثورَ على مخرجٍ مما أنت فيه...
لقد تركتها!!
لقد تركتها!!
قبل قليل؛ قلت كلمتَك الأخيرة ومضيت في
طريقك، إنك حتى لم تجرؤ على مواجهتِها، تركتها بكلماتٍ ضعيفةٍ كقلبِك، كلماتٍ
طبعتها بأدمُعِك وأرسلتها بالبريدِ حيث لن يكون هناك مجالا للتراجُعِ، فعَلامَ
تبحثُ الآن؟!
وكيف ترفع رأسَك وفي مخيلتِك أنك ستجدَها
ماثلةً أمامك تعترض طريقَك وترجوك البقاء؟!
ألست من كتبت لها قبل دقائقٍ:
"إنني أحبُكِ.. إنني أحبك للحد الذي لا
أستطيعُ أن أصفَه، ولكن حُبَكِ يؤرقني، أنا لست شجاعًا يا لَيلَى، حُبك يتطلب
شجاعةً عُظمَى، يتطلب إيمانا قويا، أنتِ تستحقين أن تُقام المعارك من أجل حبك، أن
تُشَن الحروب أملا في رضاكِ، ولكن سيفيَ ضعيفٌ.. في كل المعاركِ يا ليلى أنا مهزومٌ
قبل أن أحارب، عيناك وحدهما ألف نفس قد تُزهق لأجلهما، وأنا نفسٌ واحدة، حتى وإن
كنت اختيارَكِ، وإن لم تدفعيني لخوض حروبِك كيف لي أن أنجو من حروبي المُندَلِعَة
بداخلي.. لا أريد أن أكون قيسًا يتخبط في الطرقاتِ من فرط هواكِ.. أنت جميلة..
كل شيءٍ فيكِ ينبض عن جمال.. تحيطك هالة من نورٍ، وأنا النارُ تسكُنُني، والنار لا
تفرق ما تأكله يا حلوة.
أكتب لك الآن لأعتذر.. لأعتذر عن وجودِي الذي كان بمثابةِ الخطيئةِ تجاهُك.. لأعتذر عن تدنيسِ جمالِك بقُبحي... كل ما أردتِه مني أن أكون قويًا.. أن أمسك بيديكِ وأخبرك ألا تخافي.. أن أواجه العالم معك.. صمدتِ أنت.. بينما فررت أنا من الجولة الأولى.
أكتب لك الآن لأعتذر.. لأعتذر عن وجودِي الذي كان بمثابةِ الخطيئةِ تجاهُك.. لأعتذر عن تدنيسِ جمالِك بقُبحي... كل ما أردتِه مني أن أكون قويًا.. أن أمسك بيديكِ وأخبرك ألا تخافي.. أن أواجه العالم معك.. صمدتِ أنت.. بينما فررت أنا من الجولة الأولى.
كل ما فعلته هو أن وهبتك الذعر، لم أمنحك
شيئا واحدا سوى الشعورِ بالخذلانِ والتآكلِ.. أنت قويةٌ تستطيعين فعل أي شيء وكل
شيء من أجل ما تؤمنين به..
وأنا يا لَيلَى.. أنا يا ليلى أضعف من ريحٍ
لم تُحرك ورقةً واحدة، أضعف من سفينةٍ غرقتْ ومن شيخٍ جاوزَ السبعين.
لقد كنتُ أنانيًا، وارتكبت ما ارتكبت من
حماقاتٍ، ولكنَّكِ دوما كنت تعرفين.. كنتُ أستمد منكِ الجمالَ والقوة، أستَمِدُّ
منكِ ما أفتقر إليه.. كنتُ أستنزفك وأقضي على ما بقي بداخلك من حيلة، ولكنك كنت
كالمنبع لا ينفذ أبدًا.
لهذا رَحَلْتُ يا لَيْلَى.. رَحلتُ لأنني
لستُ أهلًا لكِ، لأنني بدلًا من أن أحميك، كنت مصدر خوفِكِ... والحب الذي لا يمنح
الأمان ليس حبًا يا ليلى بل لعنة.
رَحَلْتُ وفي داخلي لك ألف قسمٍ بأنني أحببتك أكثر من نفسي، وبأنني سأمضي في طريقي ألعنُنِي ما حييت، وبأن الحياةَ بدونك جحيمٌ أبدي، ولكن حياتك بدوني هي النعيم ذاته..
رَحَلْتُ وفي داخلي لك ألف قسمٍ بأنني أحببتك أكثر من نفسي، وبأنني سأمضي في طريقي ألعنُنِي ما حييت، وبأن الحياةَ بدونك جحيمٌ أبدي، ولكن حياتك بدوني هي النعيم ذاته..
رحلت لأنني أعرف بأن ثمة عاقلا بانتظارك..
ثمة من قد يحارب العالم لأجل عينيك، حتى وإن كنتِ تركتِ فيهِما بعض الحزن،
فجمالهما يطغى على أي حزن، جمالهما لا يترك لأحد فرصة للتفكير بأنه يُلقِي نفسه
إلى التهلُكة.
رحلتُ وأنا لا أرجو سوى أن تجدى سعادةً مثل
التي منحتِني إياها وكنت عاجزًا أن أمنحك نصفها، وأنا أرجو ألا تخافي ولا تحزني
ثانية، وأنا أرجوك ألا تفكري بي ولا بذلك الحب المنقوص الذي أوهمتك به.
رحلتُ عنكِ ولا أنوي العودة، ولا أنتظر منكِ
ردًا، لأنك حتى لن تجدي لي عنوانًا، فأنا بعدكِ لا أرض تحملني ولا سماء تغفر لي...
الوداع يا ليلى"
هذه الكلمات تُعبِّر عن كاتبها
COMMENTS