جذوع النخيل تهوى من فرط الآلم، وورود البُستان تذبل من جفاء الرحمة في القلوب، والعصافير ساكنة تأبى التغريد..
"دمعة وطن" | بقلم (فاطمة رجب)
كُنّا نَحيا في نعيمٍ والسلامُ بعزّتهِ يزفُ الحياة، والبهجة تملأُ
القلوب وعزمُ الرفاق يغزو العدو..
في جُعبة المنام كُنا نغفو ونحلم، حتي صحونا علي الدمار.. كلُ
الأشياءِ تبعثرت..
لا الحياةُ هي الحياة، ولا المكانُ هو المكان.. لقد حل الخراب علي مدينتنا،
ودُمِّرَت كل أروقة الشوارع التي كانت تجمعُنـا..
جذوع النخيل تهوى من فرط الآلم، وورود البُستان تذبل من جفاء الرحمة
في القلوب، والعصافير ساكنة تأبى التغريد..
أرصفةُ الطرقات لُطِّخَت بدماء إخوتي..
حتي نجوم الليل أصبح لونها أكحل..
لم تستحب ليل المدينة أو تُنير..
البسمة قد فارقت وجه أطفال الجيران..
عُرس رفيقتي يُقام، وصرخات الصغار تزفها..
هدوءٌ حزين يعُم الأماكن كلها..
وعويل النساء يعزف ألحانه على أوتار الراحلين..
صمتُ الرجال يثور، والأوجاع بالأعماق تنادي..
لِمَ الأرواح تُهْدَر.. لِمَ الدماءُ تسيل ؟!
صوتٌ مذبوحٌ يختنق.. ورائحة الموت تفوح..
صوتٌ مذبوحٌ يختنق.. ورائحة الموت تفوح..
أمواتٌ كُثرٌ هنا وهناك..
وأعلامٌ تُرفرف في كل أرجاء المدينة؛ تقول:
نَزْفُ الدماءِ يزيد.. هُنا يسكن شهيد
هذه الكلمات تُعبّر عن كاتبها
COMMENTS