طفلتي الصغيرة أمست تسخر من أحرفها الماضية؛ شَعَرْتُ لوهلة أنها كبرت.. اللعنة، لماذا علَيّ دائما أن أتقبل أنها ستكبر يوما؟!
حديث كهل غاضب | بقلم أحمد عبد الفضيل
حديث |
لا
أحد يُمْكنه الاستمرار، لا أحد بتاتا ..
رسائلي
العشر التي أكتبها بنبضات قلبي ماعادت ترغب في التراسل..
كل
الحروف التي ألِفَتْني وألِفْتُها لم تكن ترغب في الكتابة..
حتى
أولئك الذين يعتقدون أن الله حكرا لهم، لم أعد آبه بالرد على حماقاتهم وذقونهم..
صارت
الأيام متشابهة ومملة..
طفلتي
الصغيرة أمست تسخر من أحرفها الماضية؛ شَعَرْتُ لوهلة أنها كبرت..
اللعنة،
لماذا علَيّ دائما أن أتقبل أنها ستكبر يوما؟!
أليس
هذا هو الأمر الطبيعي، أم أنني أصبحتُ كهلا لا أقوى على تحوّلها أبدا؟!!
لطالما
كانت طفلة، ولطالما كنت أوفّر بيتي الدافيء، وحرفي لها..
اهتزت
أركان عدة يا سادة..
لم
نُخلف موعدا قط، بل حتى أنني أعطيتها وقتها بالكامل وأكثر مما طَلَبَت أيضا، لكنها
لم تأتِ بعد..
علَّها
تفعل..
كلمة
واحدة طرحتني أرضا.. ربما لأنني لم أتوقع، أو بالأحرى لم أُحسن التوقع..
بدا
الأمر مخيفا، وكأن جدران غرفتي قد تلاصقت ببعضها..
لا
ليست صدمة.. بل كان ذلك نوعا من الألم..
لم
أعهدها هكذا منذ وقت طويل.. لا أحد يتوقع ما سوف يحدث، لا أحد يستطيع التخمين..
أنا
أحمق.. ككل يوم أؤكد فيه هذه الحقيقة..
حتى
أنني لا أدرك كيف أحكي كل هذا!!
ربما
سنتكلم، بعد ربع الساعة من الآن..
أو
ربما بعد ربع اليوم من الآن..
أو
سأصمت طويلا كالليالي الباردة والأنفاس المتباطئة..
نسيتُ
أن أخبركم أمرا:
تبا
لي..
ولكم..
هذه الكلمات تُعبّر عن كاتبها
COMMENTS