في كتاب (صدام الحضارات - إعادة صنع النظام العالمي) لم يتوقف صمويل هنتنجتون عن تنبؤاته وتوقعاته، فبعد توقعه بالصعود التركي للعب دورا مركزيا في العالم الإسلامي.. ها هو يتوقع قيام انتفاضات أبطالها الشباب في مصر وتونس وسوريا والجزائر مع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين
قراءة جديدة في كتاب (صدام الحضارات) | التنبؤ بالربيع العربي
هنتنجتون يتنبأ بالربيع العربي في كتاب صدام الحضارات |
مقدمة
في تدوينة سابقة، وفي قراءة لأحد فصول
كتاب (صدام الحضارات – إعادة صنع النظام العالمي) والذي تم نشره في أوائل تسعينيات
القرن الماضي؛ تحدَّثنا عن توقعات مؤلف الكتاب "صمويل هنتنجتون" الخاصة
بالصعود التركي الوشيك، ودورها الجديد في العالم كمركز للحضارة الإسلامية.. اقرأ هنا
ولا يخفى على الكثير منا – وأثناء كتابتنا
لهذه التدوينة - أن العالم يمر بأحداث كبيرة تُعيد تشكيله مرة أخرى كما قال الكثير
من المُحللين والسياسيين.
فهاهو النظام التُركي يستوفي شروط هنتنجتون
شرطا شرطا، ويفرض نفسه على النظام العالمي، كأحد اللاعبين الرئيسيين في منطقة
الشرق الأوسط من ناحية، ومن ناحية أُخرى يتشابك مع أغلب القضايا الإسلامية في
العالم.
توقعات هنتنجتون في كتاب صدام الحضارات
"صمويل هنتنجتون" لم يتوقع في
كتابه هذا فحسب؛ بل توقَّع أيضا حدوث انتفاضات شعبية يقودها الشباب المسلم والعربي
ضد أنظمة الحُكم في بلادهم مع بدايات العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.
نعم؛ فقد ذكر عالِم ومُنظِّر السياسة الشهير
في كتاب (صدام الحضارات)، وتحديدا في الفصل الخامس بعنوان ( الاقتصاد
والديموغرافيا وحضارات التحدي)، ذكر أن العودة للأصولية وإحياء الدين ظاهرة
عالمية..
ويتجلى ذلك بشدة في رفض المسلمين في العالم
الإسلامي الأفكار الغربية على نطاق واسع، بالرغم من قبولهم للمخترعات والحداثة
بشكلها التكنولوجي والعلمي.
ثم يقول أن الصحوة الإسلامية تشبه كثيرا الإصلاح
البروتستانتي في أواخر القرن السادس عشر؛ لكن الصحوة تأثيرها يتجاوز الإصلاح
بكثير؛ فالإصلاح البروتستانتي كان تأثيره محدودا في أوروبا، أما الصحوة الإسلامية
في سبعينيات القرن العشرين، كان تأثيرها عالميا، امتد من المغرب إلى إندونيسيا،
ومن نيجيريا إلى كازاخستان بحسب تعبيره.
يتحدث الكاتب كثيرا عن الجهود المدنية التي
قامت بها الجماعات والمنظمات الإسلامية من داخل المجتمع المدني، في دول مثل مصر
والأردن وأغلب الدول الإسلامية الأخرى.. هذه الجهود قام بها شباب حركي مثقف وواعٍ،
شكلوا القاعدة العريضة لهذه التنظيمات والجماعات المدنية.
انتفاضات قادمة
ثم يستعرض الكاتب معدلات النمو السكاني في
العالم بشكل عام، وفي الدول الشرق أوسطية المسلمة بشكل خاص.. ثم سيخلص أنه ستحدث
طفرة ديموغرافية ملحوظة في عدد الشباب بين 13 و 20 سنة؛ وتحديدا في الجزء الأول من
القرن الحادي والعشرين.. هذه الطفرة السكانية، مع الظروف الاقتصادية والسياسية
الراهنة (منتصف التسعينيات)، مع الحياة المدنية والوعي المتنامي سيكون له تأثيرات
عظيمة؛ فالشباب هم أبطال الاحتجاجات وعدم الاستقرار والإصلاح والثورات، ومع وجود
حركات مدنية إسلامية تعمل على نطاق واسع وانتشار كبير، فإن خطر الثورات سيطال دول
عربية رئيسية مثل (الجزائر ومصر وتونس والمغرب وسوريا)، حيث يُرجَّح بشدة أن يكون
شباب هذه الدول مصدر لقلق الأنظمة السياسية فيها.
وأخيرا؛ توقع "هنتنجتون" أيضا أن
يتم إخماد الصحوة الإسلامية في العقدين الثاني والثالث من القرن الحادي والعشرين..
كيف ذلك؟
انتظرونا في قراءة جديدة من كتاب (صدام
الحضارات – إعادة صنع النظام العالمي).
COMMENTS