دوما ما كنت أتسائل كيف يتواعد شيطان ونجمة لامعة في السماء؟؟
امتدادا لسلسلة أفكار (اللاشئ الضروري) | بقلم حازم عبد الدايم
عزيزتي المتواجدة في كل شئ.. كيف حالك منذ ليلة فراقنا؟!
مر عام على حديثنا الأخير في مكاننا المعتاد، وعهدنا بأنه طريق لن
نسيره سويا..
مر عام منذ آخر ليلة هادئة نمت فيها، كيف ينام المرء إن غابت روحه عن
روحه وجسده وعقله؟!
لا أعلم.. دوما ما كنت أتسائل كيف يتواعد شيطان ونجمة لامعة في السماء؟؟
لكني منذ هذه الليلة الكئيبة، قد تعودت أن ألقاكِ كل يوم في السماء
لنكمل أحاديثنا الوهمية..
منذ يومين خانتني ذاكرة سيارتي، ووجدت نفسي هناك..
في مكاننا..
أفكر في أحلامك ومخاوفك وحيرتك اليومية..
هل وجدتي معرضا يتسع لرسوماتك وأفكارك الخياليه؟!
حبيبتي..
إن العالم ليس به مكانا رقيقا مثل هذا..
أفكر جديا كيف تقضين يومك؟
كيف ستختارين الفستان الأسود أم الأحمر؟
كيف تبدو تسريحه شعرك الأن؟!
هل لا زلتِ تبكين عند مشاهدة فيلمنا المفضل؟!!
ماذا عن خوفك من صوت الطيور على شباك غرفتك ليلا، وتسعدين به نهارا؟؟!
وصلتني الإجابة سريعا عندما رأيتك أمامي هناك.. تضحكين له..
عزيزتي.. كلنا أوغاد، لكنه لم يكشف عن وجهه الحقيقي بعد..
كيف مر خمسون عام في عينيك منذ ليلتنا الأخيرة؟؟
أحتضنك في خيالي، وأسأل ماذا حدث؟
كيف تقسو الدنيا على هذه النجمة الهاربة من السماء؟
كيف تقوى هذه البراءة على مواجهة هذه الوَحشة والحماقة؟!
الشيطان يعلم تماما، لكنه يجد مبرره دائما..
لا شئ يعوقه عن جنونه وأنانيته كالعادة..
يغمرني شعور أن كل شئ يبدو بخير لكِ..
الآن كما تعودت أن أعرف من عينيكِ.. أعلم أنكِ ستفهمين قولي..
ما زلت أحبك؛ ليس غرام بين حبيب وحبيبته، لكنه حب حبيب كان غارق في ظلامه
ووحدته..
لكنني يا عزيزتي لستُ بطلا في روايات تورجينيف..
قد عهدتيني دوما وغدا لا يشعر، لكنه نبيل رفض أن يسير على طريق
الأوهام.
COMMENTS