الفيلم كذلك رغم كونه تيمة من أيقونات السينما، لكنه بيئة خصبة لوجهات النظَر المُتباينة
نهر الحب | كلميني.. إيه الكلام - سلسلة يكتبها (محمد جابر)
الحُب بذاته أمل، والأمَـل واقع في حياتنا..مين فينا عايش من غير أمَل
جُزء من عَظمة وملحميّة فيلم "نهر الحُب" تكمُن في عبقريّة
السيناريو والحوار، بخلاف استخدام أدوات ومُـفردات لتَجسيد الصراع الداخلي
والنَفسي للسيدة فاتن حمامة، اللي اسمها كـان "نوال" لأنّها
هدَف يتم السعي لنَيله؛ لهدَف عاطفي من عُمر الشريف، أو النيل منه لأسباب ذكوريّة
أفلاطونيّة من زكي باشا رُستم..
عُمر الشريف كان "خالد"، لأن حـتى الموت الذي يدوي ويضوي في
طياته أعتى الناس، عجَز عن الإطاحة به من ذاكرة نوال..
أمّا "طاهر" فكان لموازنة دور رُستم من الجانب الأخلاقي،
صحيح شرير وانتهازي ومُخادع، لكن الحُب في منظوره قيمة ثابتة، شأنها شأن أي خبرة
شعورية لا تدخُل حيز الاعتراف والتَصديق، لأنها في نظره لا تحمِل أي غاية عمليّة.
نهر الحُب.. لأن الحُب واسع وفسيح ولا يعترِف إلا بالعَطاء كالنَهر،
يسقي الأرض ويُنبِت الزَرع ويروي الأحياء ولا ينتظِر شُكرًا أو تمجيدًا.
كان نهر الحُب أشرس النزالات وأشدها ألمًا وإيلامًا، مَعركة ما بين
المَفروض كقيد من نظَر الناس، وما بين حَق الانسان في الانتصار لأبجديات الحِس
والشعور بداخله.
الزوجة المُطيعة التي تحيا بما يكفي لسعادتها كآلة أو قطعة أنتيك، لكن
إنسانيتها وآدميتها تحتَ الأنقاض، وفجأة نشَط لديها جانب خامِل أعاد لها الأمل في
الحياة..
الرواية مُثيرة للجـدَل، الفيلم كذلك رغم كونه تيمة من أيقونات
السينما، لكنه بيئة خصبة لوجهات النظَر المُتباينة.. يعني نوال زوجة خائنة، أم عشيقة نالت حقها المسلوب، أم ليس لديها حق
أصلًا بحُكم كونها سيدة القَصر!!
هل استحقَت أن تموت وهي حيّة، هل الحياة عادلة أن تضعك من قمة السعادة
لقاع قيعان الحُزن والفَقد؟
الشيء الوحيد المؤكّد والقيمة الأَوْلى بالدراسة هي التأني جيدًا في
الزواج، لأنّك ما لم تصل للمرحلة التي يدُق فيها القلب ويُعلن استسلامه فلا داعي
للاستمرار..
نعَم الحُب لا يكفي لكنه ضروري، لأن العريس المُناسب ماديًا ليست
بالضرورة هو الأنسب عاطفيًا وحسيًا..
التفاصيل مُرهِقة لكنها شيقة، وفي زخَم الاستغراق لا تَنسى الجُملة
اللي قيلت بالبداية مُنذ أكثر من نصف قَرن، أن الحُب أمل، ولا حياة بدون الأمل!
COMMENTS