صالح | (أنا والنجوم والبانك أتاك) خواطر يكتبها حمدي خطاب

أغلبنا بيراجع حساباته يوميا، وبيشوف عمل إيه ومعملش إيه، وإيه نسبة صالح العمل من سيئه ؟؟ البعض فقط بيقدر ينام مطمن، والبعض بينام رعبا وخوفا..

صالح | (أنا والنجوم والبانك أتاك) خواطر يكتبها حمدي خطاب

صالح

تحت هذا الليل وهذي الأرضكلهم قد نام مؤدي الفرض..

دي آخر حاجة بترن في ودني يوميا مع حلول الليل، ومطالبة الجسد المستمرة  للاسترخاء والتوجه للفراش.. كل يوم بسأل نفسي هل أنا أديت الفرض النهاردة ؟ 

هل أستطيع فعلا أنام قرير العين بدون أي خوف أو شعور بالذنب ؟ 

هل هاقدر أتقبل برضى وقناعة فكرة إني ممكن أصحى في عالم تاني؛ عالم فيه مَلَكين وكتاب إما في يميني أو في يساري ؟ 

هل أنا جدير أو فعلي النهاردة جدير بطمأنتي وطمأنة نفسي ليوم لا ينفع فيه الندم ؟ 

أغلبنا بيراجع حساباته يوميا، وبيشوف عمل إيه ومعملش إيه، وإيه نسبة صالح العمل من سيئه ؟؟

البعض فقط بيقدر ينام مطمن، والبعض بينام رعبا وخوفا..

التساؤلات اللي فاتت خدتني الليلة دي على غير العادة لمفهوم التقييم في حد ذاته.. هل فيه مقومات أو وحدات قياس تقدر تقيس العمل الصالح من الطالح ؟ 

طبعا فيه العبادات والأخلاقيات والحلال والحرام والعمل الصالح والمعاصي... بس هل دة كافي للتقييم والقياس، مع الأخذ في الاعتبار إن الله يغفر الذنوب جميعا، وإن الله غفور رحيم، وإن الله رحمته وسعت كل شيء، وإن الذات الإلهية شاملة لا تُشمل، وإن الخالق عز وجل لا يصح إننا نحكم على مشيئته وقدرته بأحكام المخلوق ؟!

يبقى حُسن الظن بالله هو الكافي الشافي، وأن يا ابن آدم اعمل ما شئت، وتُب إلى الله، فإن الله لا يَرُد بابه في وجه العبد حتى لو علت ذنوبه علو السماء، واطمإن وأحسن الظن بالله.. إن الله يغفر الذنوب جميعا.

فكرة الطمأنينة في حد ذاتها مش مرضية وفقا لما جاء في الأثر عن المبَشرين بالجنة، وإزاي ظلوا يخشون الموت، ويخافوا من وعيد الله بالعذاب للعاصين.. عملوا ذنوب على الرغم من إنهم بالفعل بُشّروا بالجنة، والمفترض إنهم عارفين مصيرهم.

رعب وخشية عمر بن الخطاب عند تلاوة القرءان شيء يبعث في النفس تساؤلات، أهمها إزاي حد مُبَشر بالجنة يخاف من عذاب النار ؟ 

طبعا دة هيندرج تحت مفهوم العبودية الخالصة لله، بما فيها من خوف وحسن ظن بيه سبحانه.. المعادلة فيها الإتنين بنسب متساوية؛ لازم تخاف ومتخافش، الإتنين مع بعض.

كل دة حصل وبيحصل، وأكيد أغلبنا بيفكر فيه.

المرة دي فكرت، هل الموضوع كله متوقف على رؤيتنا للخالق بين كونه رب عقاب وعذاب، أو رب رحمة وغفران ؟ 

مين بيعيش حياته مستقر نفسيا، ومستمتع بيها وبيعرف ينام مطمئن أكتر؛ العاصي مُحسن الظن بالله، ولا الصالح الخائف من عذابه ؟

هذه الخواطر رأي يعبر عن كاتبه.

(ربما لا نشاركه وجهة النظر ذاتها، لكننا مُحمَّلين بأعباء كأعبائه)

اقرأ أيضا

فيزياء البعد وميكانيكا القرب | (أنا والنجوم والبانك أتاك) خواطر يكتبها حمدي خطاب

صراعات المجتمع الافتراضي وتأثيرها ال"مش" افتراضي | (أنا والنجوم والبانك أتاك) خواطر يكتبها حمدي خطاب

تفسيرات منتصف نوفمبر | (أنا والنجوم والبانك أتاك) خواطر يكتبها حمدي خطاب

أتعلمين!! | "أنتِ" سلسلة من القلب بقلم محمد جمال