مم يتكون تيار المحافظين الجدد؟ وما علاقتهم بالفيلسوف اليهودي ليو شتراوس؟
المحافظون الجدد | من هم؟ وكيف يحكمون العالم؟ | بقلم (سيرجي كوربوف)
الخداع الدائم للمواطنين من الموجودين في السلطة مهم، لأنهم في حاجة إلى من يقودهم، وهم في حاجة إلى حكام أقوياء ليخبروهم عما فيه خير لهم
ليو شتراوس
في رواية 1984، كان "جورج أورويل" بيوصف عالم مستقبلي مُقَسّم
لمناطق أو مجتمعات منغلقة بتحارب بعضها، كل منطقة بتحكمها أقلية (أوليجارشية) مُتَعصّبة
متحررة من أي مساءلة أو حساب..
سر بقاء الأقليات الحاكمة دي هي الحروب المستمرة بينها وبين بعضها..
حروب عقيمة مفيش منها أي هدف أو فايدة غير تضليل الشعوب.
والشعوب بتنطحن في كل حرب من الحروب دي بسبب انغماسها في مواجهات لا
نهائية.. لكن العدو الحقيقي (اللي هو الأقليات الحاكمة أو الأوليجارشيات) بيستمر في
الاستفادة من الوضع القائم والعداوات المصطنعة.
عارفين مين في العالم حاليا بيمثل فكرة الأوليجارشيات أو الأقليات
الحاكمة؟
الأقليات الحاكمة هم المحافظون الجدد.
المحافظون الجدد تشبّعوا بأفكار الفيلسوف اليهودي "ليو شتراوس"،
ونقدر نقول إنهم خلف الحروب الثقافية الكبرى ضد الليبرالية وضد العالم الإسلامي..
"ديفيد برين" بيقول إن تركيبة المحافظين الجدد أو مجموعة الشياطين
اللي بيحاولوا يحركوا الأحداث في اتجاه الصدام الوشيك، تركيبة عجيبة شوية.
أيديولوجياتهم تبدو مختلفة، لكن بيجمعهم أهداف واضحة -بالنسبة لهم-
وبيجمعهم كُره مشترك لليبرالية التقليدية..
التركيبة الغريبة دي عبارة عن
:
1-
مجموعة من الأرستقراطيين أو رجال الأعمال الأغنياء اللي بيحاولوا
يسيطروا على الحكومات، عشان يستخدموها كمصدر حر للثروة.
2-
مجموعة مسيحية ذات نظرة دينية متشددة.. المجموعة دي بتحاول تحرك
العالم ناحية مواجهة صفرية نهائية درامية بين الخير والشر من منظورهم، دة في سبيل
تحقيق بعض النبوءات.
3-
حركة من المفكرين أصحاب العقائد المبنية على الأفكار القومية
العدائية، المفكرين دول مش أرستقراطيين أو مسيحيين، أحيانا بيكونوا ملحدين.. لكن
رسالتهم بتحمل نفس حماسة المجموعة المسيحية رقم2 من حيث توجيه العالم ناحية نفس
النهاية.
"ديفيد برين" بيقول إن المجموعة الأولى (الأرستقراطيين)
بيعملوا بكل جد عشان يوصّلوا اقتصاد العالم لنقطة العجز القياسي..
أما المجموعة التانية (المسيحيين) فنصيبهم كان المحكمة العليا
الأمريكية..
المجموعة التالتة بأة (الوطنيين العدائيين) كوفئوا بالقوات المسلحة
كمؤسسة خاضعة لسيطرتهم..
المجموعات السابقة عندها بعض الصفات المشتركة: الحنين للماضي.
الاختلاف الثقافي بالنسبة لهم = عداء.
كل مجموعة عندها طقوس ورمزيات خاصة بها.
الشره للمزيد من السطوة والقوة.
الإيمان بالأفضلية على باقي البشر.
الثقة في مصيرهم وقدرهم.
المحافظون الجدد بيعتمدوا في انطلاقاتهم للسيطرة على الأكاذيب
المستمرة، واللي بيؤمنوا بنُبلها، وشايفين باستمرار إنها مشروعة في سبيل خلاص
العالم.
المقال يُعبّر فقط عن رؤية كاتبه
COMMENTS