في الدنيا نمُر دائما بأناس يدخلون ويخرجون من حياتنا بدون أي أثر يُذكر، كنتي أنتِ الاستثناء الوحيد.. كل من قابلتهم مروا من خلال روحي إلا أنتِ.. لقد كان أثرك كبيرا جميلا، يُعادل الدنيا وما فيها.
أتعلمين!! | "أنتِ" سلسلة من القلب بقلم محمد جمال
أتعلمين!!!
إنّ العُمر يمضي سريعا الآن.. أشعر أنّه قارب على الانتهاء، أو على
وشك أن ينقضي..
لا أُريد أن أعيشَ بعدك أبدا، لأنني قد مررت معكِ بكل ما أتمنى.. فبالرغم من أننا أمضينا وقتا قصيرا بمقاييس الزمن المُعتادة، لكنني أعتبره عمرا طويلا، عشت معكِ خلاله كل ما أرغب في هذه الدنيا.
لقد كان حبك لي حياة كاملة بكل تفاصيلها، حلوها ومُرّها.
كل يوم مر
معكِ كان لي بمثابة عمر طويل حييته في سعادة.
في الدنيا نمُر دائما بأناس يدخلون ويخرجون من حياتنا
بدون أي أثر يُذكر، كنتي أنتِ الاستثناء الوحيد.. كل من قابلتهم مروا من خلال روحي إلا أنتِ.. لقد كان أثرك كبيرا جميلا، يُعادل الدنيا وما فيها.
لقد كنتِ طيفا ناعما ملأ حياتي بالسعادة والفرح، ملجأ أهرب إليه من كل أحزاني وهمومي، ملاذا من التعاسة وضيق الحال.
أتذكّر دوما كل مرة هرعت إليك مهموماً حزينا، فتبدل حالي..
لقد كنتِ أمي التي تحنو علي بنظراتها، وابنتي التي تحتضنني فتُدخلني عالما من الخيال..
والآن وقد فارقتِني، أصبحتُ وحيدا في هذه الدنيا.. لقد عُدْتُ إلى الإنسان الذي كنته قبل أن ألقاكي.. إنسان منكسر عابث ألهث وراء شهواتي، ولا أُدرك منها شيئا.
أنا الآن لا أدري ماذا أفعل؟! ولا ماذا أريد من الحياة!!!!
لا أريد أحدا سواكي.. والله ما أحببتُ أحدا بقدر ما أحببتك أنتِ..
أحيانا أُفتش في رسائلنا القديمة، فأكتشف أن الفراق لا يمكنه أن يكون قدرنا، حيث لم نرد هذا يوما، لكنّ الله شاء..
ما الحلُّ الآن لكل هذه المشاعر المضطربة داخلي، والألم
الذي يعتصر قلبي ويملؤه وجعاً وحُرقة؟!
يا الله.. لقد وَضَعْت حُبها في قلبي..
فلا تضيعها مني..
ولا تضيعني، فأنا لا أقوى على فِراقها..
الآن لا أعلم كيف سيمر العمر من دونها..
والله إن الموت أهون عليَّ من
هذا الفِراق، وإني لا أريد دُنيا أو حياةً لا يكون وجودها الركن الأساسي فيها.
ساعدني يا الله، وقوِّني على تحمّل قضائك، وارزقني فهما لحكمتك..
أُشهِدُك يارب أني أحبها، ولا أريد أحدا سواها يملأ علي حياتي..
أنت تعلم ما في
قلبي، تعلم قدر أمنياتي التي تلفّظتُ بها في دعواتي وسجودي وبُكائي ليال طوال..
اللهم إني أستودعك إياها، فاحفظها بعينك التي لا تنام..
وارزُقها السعادة، واجعلها آمنة دوما..
هذه السلسلة رأي يعبر عن كاتبه.
(ربما لا نشاركه وجهة النظر ذاتها، لكننا مُحمَّلين بأعباء كأعبائه)
COMMENTS