هذه الصكوك كان لها قيمة الذهب، فاستعملها الناس في أعمالهم التجارية اليومية. ومع الوقت وكلما اعتمد الناس عليها، تضاءلت قيمتها مقارنة بالذهب؛ بسبب التضخم. فالسلعة التي كانت تساوي صكا بعشر عملات ذهبية أصبحت تساوي صكا بمائة عملة، فالصك في النهاية مجرد ورقة، وليس ذهبا يحمل في بريقه القيمة والنُدرة.
أحلامك حقائق
يمكنك امتلاك منزل الأحلام، بأقل الإمكانات
المادية المتاحة، وبأقل التعقيدات.
فقط تذهب إلى أحد البنوك التي تمتلك برنامج
تمويل عقاري، تضع راتبك رهن إشارة البنك.. ثم يصبح الحلم حقيقة.
هل انتهينا؟!
لا بالطبع، القصة مستمرة..
فأنت تعلم وظيفة البنك جيدا..
البنك يُموّل عملية شراء عقارك بنسبة فائدة
مركبّة.
والبنك نفسه يُقرضك نقدا عن طريق بطاقات
الائتمان، حتى تشعر دوما أنك لا تحتاج أو ينقصك شيء مهما كان تافها.
وأنت تُسدد نقود البنك طالما تذهب إلى عملك صباحا، وتحصل
على راتبك أول كل شهر.
بطاقات الائتمان
تغريك بطاقات الائتمان، فتحصل على واحدة تلو
الأخرى حتى يمكنك شراء كل شيء..
أقساط تتراكم، وفوائد تتزايد.
قروض.
تمويل عقاري.
تمويل السيارة.
تمويل المشروع.
تمويل المشروع.
إلخ...
ماذا سيحدث حين يأتي وقت لا تستطيع خلاله أن
توفي بكل هذه الالتزامات والفوائد؟؟
أهذا منزلك؟؟
إذن يحق للبنك أن يأخذه منك بموجب امتلاكه
له.
نعم بالضبط، فالبنك يمتلك المنزل طالما لم
تسدد كافة أقساطه.
تماما مثلما يمتلك كامل راتبك، يخصم منه
مستحقاته قبل أن يترك الباقي لك _إن وُجد_ لتستمتع به.
أصل حكاية البنوك
تعال معي لنتعرف على الحكاية..
تعاملات البنوك تقوم من ناحية على إيداع
العملاء لأموالهم في مكان آمن يحفظ وجود هذه الأموال، ومن ناحية أخرى على عملاء يتقدمون لاقتراض
نفس الأموال، بأكثر من طريقة، من أجل أشياء ومتطلبات متنوعة.
لكن ماذا لو نفذت السيولة الموجودة في البنك قبل
إقراض كافة العملاء؟
لا يا صديقي، فالسيولة ستأتي رغم كل الظروف، وكل من يريد قرضا سيأخذه، أتدري كيف ذلك؟
طباعة المزيد من الأوراق، أو النقود.
إذًا كلما زادت قروض البنوك، ازدادت مكاسبها،
فهي الطريقة الوحيدة المضمونة لجني المزيد من الأرباح.
إن البنوك في العالم بارعة في تقديم المال
المجاني لمن لايحتاجه، وعندما تحصل على توقيعه تمتلك حياته.
لكن القروض النقدية المباشرة لم تكن لتكفي،
فجاءت بطاقات الائتمان لتجعل الأرباح خيالية. فأنت ياصديقي لن تفكر كثيرا عندما تتسوق؛ اشتر أي شيء، ومعك ميزانية شبه مفتوحة، مجرد بطاقة تتحقق بها أحلامك.
قامر.. غامر.. أو اقض عطلاتك دوما في جزر
المالديف، لا تحسب الأمر كثيرا.
ستقوم البطاقة بالحساب، وأنت ستدفع ما
اقترضته عن طريقها أقساطا صغيرة بفوائد مستمرة.
الاحتياطي الفيدرالي
في الولايات المتحدة يقوم مجلس الاحتياطي
الفيدرالي بإصدار النقود. وكما نعلم فالنقود يجب أن يتم تغطيتها بالذهب
قبل طباعتها، لكن أقوى عملة في العالم تم رفع الغطاء الذهبي عنها عام 1973.
حسنا، ماهو مجلس الاحتياطي الفيدرالي؟
إنه البنك أو الجهة المسئولة عن إصدار وتوزيع
النقود في الولايات المتحدة. ورغم أن الرئيس الأمريكي لديه سلطة تعيين بعض
أعضاء مجلس إدارته، فإن هذا المجلس يتكون من اثني عشر بنكا إقليميا مملوكين
بالكامل للقطاع الخاص.
لا تتعجب، فالجهة المسئولة عن إصدار وتوزيع أقوى
عملات العالم، ليست حكومية. رغم صلاتها الوثيقة بالحكومة ولعبها دورا كبيرا كمؤسسة
تجمع خصائص البنوك الخاصة والمؤسسات الحكومية في نفس الوقت.
يجب أن نعلم أن الإصدار والتوزيع المشار
إليهما هنا، غير مقصود بهما طباعة ورقة الدولار، فوزارة الخزينة الأمريكية هي
المسئولة عن طباعة الدولار، لكن بتعليمات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي نفسه.
يُقال أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي غير خاضع
للرقابة من أي جهة، فرغم اسمه المرتبط بالحكومة، لا يُسمح لأي مؤسسة حكومية
بالتواجد فيه.
يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بإقراض البنوك،
وتنظيم السياسات النقدية للولايات المتحدة، وإدارة الاقتصاد، والتحكم في معدلات
النمو والتضخم.
إذًا مجلس الاحتياطي الفيدرالي يقوم بإقراض
الحكومة الأمريكية، فتقوم الحكومة بسداد الفوائد عن طريق فرض ضرائب على مواطنيها.
بداية الشر
قديما كانت المقايضة هي اللغة الوحيدة المتاحة
للتجارة، لكنها كشفت عن مشاكل عدة في عملية تنفيذها.
فليس من الضروري أن تجد لديّ ما تريده، في حين
أنني أريد ما لديك.
لكن ظهرت مشكلة جديدة، كيف يحافظ الإنسان على
مقتنياته الذهبية الثمينة من السرقة والضياع؟
هنا تفتّق ذهن البعض عن إنشاء خزائن مؤمنة
للحفاظ على الثروات الذهبية، مقابل بعض الرسوم؛ فكانت فكرة أول بنك في التاريخ.
كان أصحاب هذه الخزائن يحتفظون بالعملات
الذهبية في خزائنهم المؤمنّة، ويُعطون أصحابها صكوكا بقيمتها. هذه الصكوك كانت
أول أوراق النقد التي صنعها البشر.
هذه الصكوك كان لها قيمة الذهب، فاستعملها
الناس في أعمالهم التجارية اليومية.
ومع الوقت وكلما اعتمد الناس عليها، تضاءلت
قيمتها مقارنة بالذهب؛ بسبب التضخم.
فالسلعة التي كانت تساوي صكا بعشر عملات ذهبية
أصبحت تساوي صكا بمائة عملة، فالصك في النهاية مجرد ورقة، وليس ذهبا يحمل
في بريقه القيمة والنُدرة.
أظنك يا صديقي قد توقّعت سبب هذا التضخم.
فأصحاب
هذه الخزائن كانوا يقومون بكتابة صكوك بدون أي عملة ذهبية تقابلها في خزائنهم، ويُعطونها
للناس مقابل شراء عقاراتهم وممتلكاتهم، أو يقرضونهم إياها بفوائد كبيرة.
هل علمت كيف يعمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي ومن ثمّ باقي بنوك الأرض؟
لا تظن أن الناس سيقومون باسترداد كافة ودائعهم من البنوك دفعة واحدة كي يكتشفوا الخدعة الكبرى، فهذا ضرب من ضروب من الخيال.
معركة واترلو وصعود عائلة روتشيلد
المكان: قرية واترلو قرب بروكسل عاصمة
بلجيكا.
الزمان: مساء 18 يونيو من عام 1815م.
أطراف المعركة: فرنسا بقيادة نابوليون
بونابرت من جانب، والتحالف السابع وعلى رأسه المملكة المتحدة، بقيادة دوق
ويلينجتون آرثر ويلزلي من جانب أخر.
الأحداث: خسر نابوليون الحرب على عكس
المتوقّع لقائد عسكري بحنكته وخبرته، فكانت آخر معاركه.
يُقال أن مصرفيون تابعون لعائلة روتشيلد
دعموا جانبي الحرب بالأموال.
قامت العائلة بإرسال مخبرين لها للمعركة،
وبعد نهايتها المحسومة للإنجليز أشاعوا في بريطانيا أن تحالفهم خسر أمام نابوليون.
انهارت الأسواق المالية ونزلت العملة إلى
الحضيض، فاشترى أفراد العائلة حصص الإنجليز في وطنهم، مستغلين حالة الخوف والهلع
التي سيطرت على العامة فباعوا أملاكهم وأموالهم بأثمان بخسة.
لقد أصبحت بريطانيا ملكية خاصة لآل روتشيلد،
وأصبح الإنجليز عبيدا لديونهم التي أُغرقوا فيها.
يقول ناثان روتشيلد:
"إذا سيطرت على ثروات الأمم، لماذا لا أستطيع سنّ قوانينها؟"
"إذا سيطرت على ثروات الأمم، لماذا لا أستطيع سنّ قوانينها؟"
المعركة الأمريكية
فقد نادى الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون
بأعلى صوته رافضا سيطرة المصرفيين على بلاده:
"من أجل الحفاظ على استقلالنا لن ندع حكامنا يخدعونا بالقروض، يجب أن نتخذ قرارنا ونختار إما الاقتصاد، أو الحرية؛ الاستنزاف أو العبودية. إذا سمح الشعب الأمريكي لأي مصرف خاص أن يصدر أموالهم؛ فالبنوك والشركات التي ستنمو حولهم سوف تحرم الشعب من أملاكه "
"من أجل الحفاظ على استقلالنا لن ندع حكامنا يخدعونا بالقروض، يجب أن نتخذ قرارنا ونختار إما الاقتصاد، أو الحرية؛ الاستنزاف أو العبودية. إذا سمح الشعب الأمريكي لأي مصرف خاص أن يصدر أموالهم؛ فالبنوك والشركات التي ستنمو حولهم سوف تحرم الشعب من أملاكه "
طريق شائك خاضه الوطنيون الأمريكيون ضد
المصرفيين، انتصروا في بدايته.
لكن قيل أنه في عام 1910 أقيم اجتماع سري في
ولاية أوريجان في جيكولايل بالقرب من شاطئ جورجيا، حضره مصرفيون أغلبهم مجهول هويته، واتفقوا على صياغة
مسودّة لقانون الاحتياطي الفيدرالي.
كان القانون محاطا بالسرية الشديدة، وتم
إخفائه عن الحكومة نفسها وعن الشعب.
في 23 ديسمبر من عام 1913 وأثناء أعياد
الميلاد، كان الكثير من نواب الكونجرس يقضون إجازاتهم..
استغل البعض الأخر هذه الفرصة فضربوا ضربتهم بطرح القانون المشبوه للتصويت، وتمت الموافقة عليه، وقام ويلسون بتحويله إلى تشريع.
استغل البعض الأخر هذه الفرصة فضربوا ضربتهم بطرح القانون المشبوه للتصويت، وتمت الموافقة عليه، وقام ويلسون بتحويله إلى تشريع.
لاحقا في 1919 كتب الرئيس وودرو ويلسون:
"أنا أكثر الرجال تعاسة، لقد قمت بكل سذاجة بتدمير بلدي. أمة صناعية عظيمة أضحت الآن تحت سيطرة الدَّين الذي أنتجه نظامها نفسه. نحن لم نعد حكومة مبنية على حرية الرأي، حكومة مبنية على القناعة ورأي الأغلبية، بل حكومة تخضع لرأي مجموعة صغيرة من الرجال المسيطرين"
"أنا أكثر الرجال تعاسة، لقد قمت بكل سذاجة بتدمير بلدي. أمة صناعية عظيمة أضحت الآن تحت سيطرة الدَّين الذي أنتجه نظامها نفسه. نحن لم نعد حكومة مبنية على حرية الرأي، حكومة مبنية على القناعة ورأي الأغلبية، بل حكومة تخضع لرأي مجموعة صغيرة من الرجال المسيطرين"
لكن اغتيل كينيدي في دالاس بولاية تكساس، بعد
توقيعه القرار بستة أشهر، فقام الرئيس الجديد ليندون جونسون بإلغاء القرار، وعادت السيطرة من جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ومنذ ذلك التوقيت لا جديد في الحكاية.
فالمصرفيون لا زالوا يتحكمون.
والعالم لا زال يعاني من نير الاستعباد.
فالمصرفيون لا زالوا يتحكمون.
والعالم لا زال يعاني من نير الاستعباد.
COMMENTS