هل فعلا هنالك ما هو أسوء من الأيام الماضية، ولا القدر بيخبي ما هو أحلي واللي لسة مجاش وقته؟؟".
من بداية لبداية | (أنا والنجوم والبانك أتاك) خواطر يكتبها حمدي خطاب
هل هنالك ما هو أسوء؟!
زمان، كانوا بيقولولنا: "البني أدم في الحياة دي
له يومين حلوين، ويومين سود".
عشان كدة، كنت كل ما تضيق بيا الأيام، أفتكر الجملة دي فأتعشّم
في بكرة، وأستنى اليومين الحلوين..
أفضل عايش بالأمل دة، فأعافر أكتر وسط بحر الحياة.
كنت مقتنع تماما إن الضيقة دي أكيد هي اليومين السود، وإنّ
الجاي أكيد أحلي.
دة وعد الناس الكبار في السن، الخبراء في مسالك الدنيا
ودروب الزمن.. الناس اللي كلامهم مش بيخيّب أبدا.
كنت بقول لنفسي دول ناس مجربين وعارفين.
الغريب إنها كانت بتضيق أكتر.. ومع الوقت، المشاكل كانت بتزيد
بزيادة المسؤليات والأعباء والظروف الطين اللي بنمر بيها.
عموما - حتي عموما
دي كانت مصدر رضا نفسي وسلام ليّا - بمنطق إنّ الظروف على الناس كلها، وإني مش لوحدي
فيها، دة غالبا بيكون أثره أقل وخفيف على النفس.
ومع الوقت بلاقيني بسأل وأنا فعلا محتار: " أي
الأيام كانت حلوة وأيها كانت سودا؟".
هل فعلا هنالك ما هو أسوء من الأيام الماضية، ولا القدر بيخبي
ما هو أحلي
واللي لسة مجاش وقته؟؟".
"هي دي ذروة الأيام السودا، ومن ثَمّ بكرة هيتحلّ
استحكام الضيقة دي، فيأتي الفرج المنشود؟؟".
"ولا دي مجرد بداية، بعدها هنتحسَّر و نبكي ونرثي
البداية دي، اللي إحنا افتكرناها هي الكرب نفسه، وتوهَّمنا السراب في اللي جاي؟"
بعد فترة، ابتديت أشوف الموضوع من وجهة نظر تانية.. وابتديت
أفسّر الأمور من منظور التنمية البشرية.
اكتشفت إن الموضوع
مش يومين على حال، ويومين على حال تاني.. إنما الموضوع بيتوقف على مستوى إدراك الشخص،
وزاوية رؤيته للأمور.
بمعنى، لو إنتَ عايز تشوفها – الحياة – سلبية.. هتشوفها.
ولو عايز تبص لنص الكوباية المليان.. براحتك.
في النهاية، هتعيش
وتحس وتتفاعل وفقا لما تراه، وهتفسّره زي ماتحب.
وبشكل شخصي، أنا فعلا ارتضيت جدا للمفهوم دة، وبقيت بعيش
بيه.
أبتدي يومي بنظرة إيجابية متفائلة، وأقلب صفحات اليوم اللي
انتهى بسلبياته و مشاكله.. كل يوم بأبدأ صفحات جديدة مرنة.
بصراحة، اكتسبت خبرة البرود النفسي، أو زي ما بيسَمّوه: السلام
النفسي.
كل حفرة بَقع فيها،
لازم أقوم بسرعة علشان أقع في الدُحديرة المنتظرة بوجه مبتسم مليان تفاؤل.
بس سرعان ما فشلت النظرية دي فشل ذريع.
و بسرعة جدا مع تحوّلات الظروف و تطورها، واللي معاها مكنتش
بلحق أفسّر أي حاجة، أو اشوف حاجة.
حتي ترتيبات الأقدار بمساوئها الغالبة، و محاسنها النادرة،
مبقتش باخد بالي منها.. بقيت مجرد كائن بارد برود التلج من برة، وجوايا براكين الدنيا
وصراعات نفسية رهيبة.
حتي لو كنت فسرت
المرحلة دي، بس معتقدش إني خرجت منها أو إني رجعت للنظرية الأولى، أو حتى لازلت مقتنع
بالنظرية التانية تمام الاقتناع.
أصبح فيه نظريات كتير، يمكن من سرعتها مقدرتش أحصرها، ولا
حتي أسمّيها.
بقيت أحيانا كدة، وأحيانا كدة.. وأحيانا بألف نظرية ميكس
بين الإتنين.
وبمجرد انتهاء موقف ما بنسي النظريه أساسا.
بقيت مرن جدا مرونة الحجر، بستحمل الخبطات، وبكمّل.. لكنّي
غير قادر على إصلاح آثار الخبطة، و لا تطييب خاطر المخبوط.
بقيت متشائم، أو ناصح خيالي في إطار الواقع.
بقيت بقيس الحياة كل يوم غير التاني، بلا مبدأ، أو هوية.
بقيت...........
كل ده ملوش أي لزوم، ومع ذلك قررت دلوقتي بس، وأنا قاعد على
القهوة إني أكتبه..
يمكن لمجرد توثيق الحالة، ويمكن علشان ألفت نظر حد، ويمكن
دة عشم في الوصول للحل، ويمكن علشان أبقى حد عميق ويمكن لمجرد السرد.
هذه الخواطر رأي يعبر عن كاتبه.
(ربما لا نشاركه وجهة النظر ذاتها، لكننا مُحمَّلين بأعباء كأعبائه)
يمكن علشان تعبر عن غيرك اللي مش عارف يعبرعن نفس حالك
ردحذف!